تونس (رويترز) - اطلقت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع يوم الجمعة لتفريق عدة الاف من الاسلاميين حاولوا اقتحام مكتب رئيس الوزراء في أكبر مواجهة ضمن سلسلة من الاشتباكات التي تخيم على انتخابات تاريخية تجرى الاسبوع القادم. وتونس مهد الانتفاضات الشعبية التي عرفت باسم "الربيع العربي" ضد نظم الحكم المستبدة لكن الانتخابات التي ستجرى في 23 اكتوبر تشرين الاول اثارت جدلا يجنح الى العنف احيانا بين الاسلاميين والعلمانيين بشأن الدور الذي يلعبه الدين في المجتمع.
وبدأت الاحتجاجات سلمية وشارك فيها اكثر من عشرة الاف شخص كانوا يكبرون ويطالبون بتطبيق الشريعة الاسلامية في تونس. وهذه اكبر احتجاجات يقوم بها اسلاميون في العاصمة التونسية.
وعندما اقترب المتظاهرون من القصبة حيث يوجد مكتب رئيس حكومة تسيير الاعمال باجي قايد السبسي حاولت بعض الجماعات اختراق صفوف الشرطة.
واطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وتحركت بهراواتها في محاولة لتفريق المحتجين. ورد المحتجون بالقاء الحجارة على الشرطة وانتشروا في الشوارع المجاورة.
وقال رجل قدم نفسه باسم عمر وهو سلفي مثل معظم المحتجين "مظاهرتنا كانت سلمية".
وبعد اكثر من ساعة من اندلاع العنف كانت هناك مواجهات اصغر في وسط تونس بعد انفصال مجموعات عن الاحتجاج الرئيسي واشتباكها مع الشرطة.
وقال أحد المحتجين وهو يصرخ "هنا في تونس يمكنك اهانة الله لكنك لا تستطيع سب السبسي او الحكومة.. واذا فعلت فسوف تدفع الثمن غاليا. هذا ضلال."
وقال هشام المؤدب المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية في وقت لاحق ان 15 من افراد الشرطة اصيبوا في اعمال العنف وان الشرطة القت القبض على عدد من الشبان.
وغضب الاسلامييون بعد ان بثت قناة نسمة التلفزيونية فيلم الرسوم المتحركة "بيرسبوليس". ويتضمن هذا الفيلم تصويرا لله.
وبعد ساعات من احتجاجات يوم الجمعة في وسط تونس قال صاحب القناة ان جماعة هاجمت بيته في شمال المدينة.
وقال نبيل القروي ان نحو مئة سلفي هاجموا بيته بقنابل الغاز المسيل للدموع وانهم حاولوا اشعال النار في المنزل وحطموا كل شيء.
وقال ان المهاجمين غادروا الموقع وان عشرات من رجال الشرطة وصلوا لحماية المنزل. وقال القروي لرويترز عبر الهاتف انه واسرته في حالة فزع.
ونشرت قناة نسمة اعتذارا عن المشهد المسيء لكن ذلك لم يفلح في انهاء الازمة.
وهزت تونس العالم العربي في يناير كانون الثاني عندما اطاحت احتجاجات حاشدة فيها بالرئيس زين العابدين بن علي. والهمت انتفاضتها شعوب كل من مصر وليبيا واليمن التي اعادت تشكيل الساحة السياسية في الشرق الاوسط.