نحو ستة آلاف أسير فلسطينى فى السجون الإسرائيلية تحدوا الظلم الواقع على كاهلهم منذ سنين؛ حيث تحتجزهم القوات الإسرائيلية بصورة تعسفية ودون محاكمات، وقرروا التعبير عن غضبهم بطريقة سلمية فبدؤوا إضرابا مفتوحا عن الطعام فى السجون الإسرائيلية مستمراً منذ نحو 15 يوما. وتضامنا مع هؤلاء الأسرى خرج آلاف الفلسطينيين فى مسيرات، وهم يرفعون أعلام فلسطين وصورا للأسرى، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلى تصدت لهم وأطلقت الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم؛ ولم تكتف بحرمان الأمهات وذوى الأسرى من قطاع غزة من لقاء أبنائهم فى السجون الإسرائيلية منذ أكثر من خمس سنوات. أمهات الأسرى بدورهن كان لهن دور رئيسى فى دعم فلذات أكبادهن؛ حيث هجرن بيوتهن وأضربن عن الطعام وأقمن فى صالة للاعتصام على مقربة من مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة؛ وبالمثل أقام عشرة فلسطينيين مضربين عن الطعام خيمتهم على مقربة من نفس المكان؛ تعبيرا عن تضامنهم مع الأسرى فى إضرابهم. وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع قال إن الوضع الصحى لكثير من الأسرى فى تدهور مستمر وسط ظهور حالات مرضية عديدة بينهم، وحمّل المسؤولية لمصلحة السجون الإسرائيلية التى تعمد إلى قطع الاتصالات وعدم إعطاء أى تفاصيل عن الوضع داخل السجون. هذه المأساة الإنسانية مست بعض الناشطين الأجانب الذى حضروا للتضامن مع أمهات الأبطال؛ ومن بينهم المتضامنة الألمانية فيرا ماخث التى انضمت مع اثنين من رفاقها إلى مجموعة المضربين عن الطعام منذ أربعة أيام؛ حيث يبدؤون يومهم بتناول كوب حليب، ويمضون بقية يومهم على الماء والملح أسوة بباقى الفلسطينيين المضربين عن الطعام الذين مضى على إضرابهم سبعة أيام.