أصدر حزب التحالف الشعبى الاشتراكى بيانا ابدى فيه قلقه البالغ وغضبه الشديد تجاه الاحداث المأسوية التى أدمت قلوب المصريين والناجمة عن الاعتداءات الوحشية للشرطة العسكرية علي المتظاهرين العزل في منطقة ماسبيرو، واستشهاد عشرات تشوهت ملامح بعضهم .. وضاعت منها الروؤس وفقا لشهادات من المشرحة، كنتيجة لمطاردة المتظاهرين بالعربات المجنزرة ودهسهم واطلاق الرصاص الحى عليهم.. وهى المشاهد التى صورتها فضائيات عربية بينما عجز تليفزيون مباسبيرو عن بثها،وعمليات السحل تدور على بعد بضع خطوات منه.. و شبح الموت يخيم فى كل ارجاء المكان. و أكد الحزب إدانته لهذه المجزرة البشعة كما ادان توجه الاعلام الحكومى و تعتيمه على الحقائق وتشويهه للاحداث، فضلا عما قام به من تحريض طائفى مباشر بإسم حماية الجيش من الاقباطا مطالبا بألا يتحول الاعلام المصرى الى بوق للطائفية وتتحول الشرطة العسكرية الى ذراع للبطش والارهاب. وأشار الحزب إلى انه قد حذرفى مناسبات متعددة من مخاطر التساهل والتواطؤ مع عمليات التعبئة والتفجير الطائفى ومحاولات الثورة المضادة لحرف صراع المصريين معا من اجل العدل والحرية وتحويله الى صراع دينى عن طريق تدبير الاعتداء على الكنائس والاقباط وحذر من تفجير الفتن الطائفية كغطاء للحكم بالطوارئ ولكل اشكال الاستبداد.وطالبنا بإتخاذ مواقف حاسمة من مشعلى الفتن وبإتخاذ تدابير تضمن حرية العبادة وتصون قيم المواطنة والمساواة وقد ذهبت هذه المطالب التى تشاركنا فيها مع القوى الوطنية والديمقراطية أدراج الريح ولم يلتفت اليها المجلس العسكرى أو يعرها انتباها.بل بدا من سلوك بعض المسئولين فى مواقع الفتنة اشارات تبئ عن تواطئهم وتشجيعهم احيانا لمشعلى الحرائقوهو ما كان يزيد الاوضاع احتقانا. واكد انه قد كانت الاوضاع محتقنة بالفعل كنتيجة لرفض المجلس العسكرى الاستجابة لمطالب كل الأحزاب القوى السياسية الأساسية في مصر بأن تكون انتخابات مجلسي الشعب والشورى بالقائمة النسبية حتى لا تتمكن فلول الحزب الوطني من دخول المجلسين بنسب تعطل أي قرارات تدعم المطالب الثورية، وإصراره على حماية فلول الحزب الوطني بعدم إصدار قانون العزل السياسي أو تفعيل قانون الغدر بما سمح لهذه الفلول بإشهار سبعة أحزاب على الأقل خرجت من رحم الحزب الوطني.. والسماح بمؤتمرات فلول الحزب الوطني في الدلتا والصعيد والتي ظهر فيها قيادات ووزراء سابقون يهددون "بانتفاضة غضب تشمل محافظات الصعيد فى حالة تطبيق قانون الغدر أو العزل السياسي لرموز النظام السابق"، وهو ما كرروه في مؤتمرهم بالشرقية.. و أشار إلى انه كان واضحا فى هذا السياق عودة التنسيق بين قوى الأمن والبلطجية الذين هاجموا المظاهرة السلمية في السبتية، ثم في بولاق أبو العلا، ثم بدأت قوات الشرطة العسكرية في إطلاق النار على المتظاهرين العزل في منطقة ماسبيرو ومطاردتهم في الشوارع بعد هذا مما أدى لاستشهاد العشرات وإصابة المئات من المواطنين، وأعقب هذا مهاجمة مئات البلطجية المستشفى القبطي في غمرة، والاعتداء بالعصي والأسلحة البيضاء على المواطنين الذين كانوا أمام المستشفى أثناء علاج عشرات المصابين .. وتكررت مشاهد السيارات المصفحة التي دهست المتظاهرين على كورنيش النيل أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو، وهي جريمة في حق الإنسانية يجب أن يحاكم المسئولون عنها، ومن أصدروا الأوامر بارتكابها. ان هذا السلوك يفتح الباب أمام الثورة المضادة ويضع البلاد فى مأزق لا مخرج منه إلا بإستجابة المجلس الاعلى للقوات المسلحة للإرادة الشعبية فى إنهاء ركائز ومخلفات نظام مبارك وإتخاذ اجراءات عاجلة لضمان بناء النظام الديمقراطى المدنى المنشود. و ادان حزب التحالف الشعبي الاشتراكي هذا التصرف غير المسئول والاستهانة بدماء المصريين، فإنه يدعو الشعب المصري وقواه الثورية الانتباه للمؤامرة التي تحاك لإعادة إنتاج نظام مبارك الاستبدادي الذي اشتملت وسائل هيمنته على إثارة الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، ويدعو أحزاب وقوى الثورة للالتفاف حول المطالب العاجلة التالية لانهاء المرحلة الانتقالية فى أقرب وقت وتسليم السلطة الى هيئات مدنية منتخبة و التحقيق الفورى فى وقائع المذبحة وعزل ومحاكمة جميع المسؤلين عن المجزرة ، وما سبقها من أحداث من كنيسة أطفيح مرورا بأحداث امبابة وانتهاءا بأحداث اسوان كما طالب الحزب فى بيانه بضروره تطهير الإعلام المصري من كل فلول النظام السابق ومحاسبة المسئوليين عن الدعاية الطائفية التى اطلقها داعيا كل القوى الوطنية الى التضامن معا والوقوف بحسم وقوة ضد كل مخططات محاولة شق وحدة الشعب المصري الذى تأخى فى الميدان واقام صلاته بالهلال والصليب فى الميدان.