لم يتعظ من درس المنصورة.. فراح يبحث عنهم في سوهاج أبرزهم برلماني سابق يخضع حالياً للتحقيق معه في قضايا تربح واستغلال نفوذ
لم يتعظ نجيب ساويرس مما جري له في مدينة المنصورة، كان ذلك في منتصف شهر يونيو الماضي، عندما وقف الدكتور خالد الغيطاني المسئول بحزب المصريين الأحرار في المنصورة في المؤتمر التأسيسي للحزب، ليعلن مبادئه وخططه وأهدافه.. فإذا به يفاجأ بعشرات من أعضاء الحزب يتقدمون باستقالاتهم احتجاجا علي ما سموه دعوة أقطاب الحزب الوطني للانضمام إلي الحزب. أزمة المنصورة انتهت دون خسائر تذكر، فقد تراجع رجال ساويرس عن ضم أعضاء الحزب الوطني في مرحلة الحزب الأولي، حتي لا يتعرضوا لانتقادات من أي نوع، لكن يبدو أن هذا الاستغناء لم يدم طويلا، حيث يعيد حزب ساويرس الكرة مرة أخري لكن هذه المرة في محافظة سوهاج. وعلي ما يبدو أن السعي بين حزب ساويرس ورجال الحزب الوطني المنحل في سوهاج كان متبادلا وتم في نفس الوقت تحديدا، فالتركيبة الانتخابية في الصعيد تقوم في أساسها علي القبلية التي تحسم الأمور بصرف النظر عن تأهيل المرشح السياسي أو البرلماني. الوقت الذي كان يستعد فيه عدد كبير من رجال الحزب الوطني المنحل وقياداته في سوهاج لدخول معركة الانتخابات القادمة في أول برلمان بعد الثورة.. كان حزب ساويرس يبحث هو الآخر عن وجوه يمكن أن يدفع بها علي قوائمه، حتي تضمن له التواجد في المحافظة، علي أساس أن أهل سوهاج أعلم بشعابها. رجال الحزب الوطني فضلوا أن يتعاونوا مع أحزاب جديدة ليست معروفة بالقدر الكافي والابتعاد عن الأحزاب الكبيرة التي لها سمعتها السياسية في الانتخابات مثل الوفد.. ولذلك كان حزب ساويرس الأوفر حظًا.. وبذلك يضربون عصفورين بحجر.. الأول: أن يتخلصوا من وصمة إنتمائهم للحزب الوطني، والثاني: أن يتعاونوا مع حزب بعيدًا عن الأضواء حتي لا يكشف أمرهم بسهولة.. وإن كانت احتمالات مرورهم بحملاتهم الانتخابية أمرًا مشكوكًا فيه في ظل ترصد جهات سياسية عديدة بكل من تعاون أو عمل مع الحزب الوطني. الترشيحات الأولية التي أعلنت مؤخرا في سوهاج كشفت عن انضمام بعض من رجال الحزب الوطني - بل ممن كانوا يشغلون درجات حزبية متقدمة ومؤثرة في المحافظة - إلي قوائم ساويرس. من بين هؤلاء يأتي النائب السابق محمود عبد العزيز مصلح.. وهو حتي الآن أبرز المرشحين علي قوائم حزب المصريين الأحرار، وهو كادر حزبي بالوطني المنحل وينتمي إلي عائلة أو عقيل بجهينة، وكان عضوا في برلمان 2005، وهو البرلمان الذي طارده الثوار بأنه برلمان تزوير حتي صدر قرار من المجلس العسكري بحله. مصلح وقبل أن يصبح نائبا في البرلمان السابق عن الحزب الوطني كان أمينا عاما للحزب الوطني بجهينة، والمفارقة أنه يتقدم للترشيح علي قوائم حزب المصريين الأحرار رغم أنه يتم التحقيق معه الآن في جهاز الكسب غير المشروع في قضايا تربح واستغلال منصبه البرلماني. كشوف حزب نجيب ساويرس تضم كذلك أحمد إبراهيم محمد عبد الرحمن الذي كان أمينا لوحدة الحزب الوطني المنحل بسوهاج، وكذلك العمدة محيي سعد عبد القادر، وهو أحد الوجوه الشهيرة التي تنتمي للحزب الوطني وعملت في صفوفه قبل الثورة. تعاون رجال الحزب الوطني السابقين مع رجال نجيب ساويرس في سوهاج لم يكن وليد الصدفة، فمنسق عام الحزب هناك هو أحمد حفني، الذي يعلم قوة القبائل في سوهاج، ويعرف أيضا أن كلمة رجال الوطني لم تنته بعد، ولذلك سارع إلي التعاون معهم، وخوض الانتخابات بهم، رغم أن حزبه يعتبر نفسه من إنجازات الثورة.