كشفت القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، في بيان أن «عملية الحسم» تُعد استكمالًا مباشرًا لعملية «سهام الشرق»، التي حققت خلال الأشهر الماضية نتائج ملموسة في مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار، لا سيما في مديريات المنطقة الوسطى من محافظة أبين. ويؤكد البيان أن العملية الجديدة تأتي استجابة لمهددات وتحركات متسارعة لمخطط يجمع بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، في محاولة لاستهداف المحافظة وزعزعة أمن مواطنيها. كيف تواجه الحكومة اليمنية محاولات الالتفاف على أنظمة الواردات وسط ضغوط الحوثيين؟ ما دلالات تجديد العقوبات الأممية على الحوثيين؟... جرائم وانتهاكات ترقى إلى مستوى «جرائم حرب» وتكتسب أبين أهمية استراتيجية مضاعفة، ليس فقط لكونها بوابة جغرافية بين عدد من المحافظات الجنوبية، بل أيضًا بسبب تاريخها المعقد مع التنظيمات الإرهابية، التي حاولت مرارًا استغلال التضاريس الوعرة والفراغات الأمنية للتمركز وإعادة الانتشار، ومن هنا، تبدو «عملية الحسم» محاولة جادة لإغلاق هذا الملف بشكل شامل وحاسم. «عملية الحسم».. بين الأمن والعسكرة الوقائية وصف البيان الرسمي العملية بأنها «عملية خلاص شاملة وحاسمة»، تتضافر فيها كل الجهود والطاقات العسكرية والأمنية، لتكون تتويجًا لما تحقق من إنجازات في الحرب على الإرهاب واستئصال شأفته من كافة تراب الوطن، هذا الوصف يعكس تحولًا من منطق المعالجات الجزئية إلى استراتيجية العسكرة الوقائية، التي تهدف إلى ضرب التهديدات قبل تبلورها ميدانيًا. وفي هذا السياق، دعت القوات الجنوبية الشعب، وفي طليعتهم أبناء وقبائل محافظة أبين بمختلف شرائحهم الاجتماعية، إلى تعزيز الالتفاف والمؤازرة للوحدات العسكرية والأمنية المشاركة في العملية، ويعكس هذا النداء إدراكًا لأهمية الحاضنة الشعبية في إنجاح أي عملية عسكرية طويلة النفس، خصوصًا في بيئات شهدت سابقًا اختراقات من قبل الجماعات المتطرفة. تزامن سياسي–عسكري ورسائل متعددة يتزامن إطلاق «عملية الحسم» مع لقاء رفيع المستوى عقده رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزُبيدي، مع قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية، يتقدمهم اللواء الركن سلطان العنزي واللواء الركن عوض الأحبابي، ويحمل هذا التزامن دلالات سياسية وعسكرية مهمة، أبرزها التأكيد على أن العملية ليست تحركًا معزولًا، بل تأتي ضمن تنسيق أوسع مع التحالف العربي. وفي مستهل اللقاء، أشاد اللواء الزُبيدي بالدور الذي تقوم به دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في التصدي للمخططات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار اليمن والمنطقة، هذه الإشادة تعكس حرص المجلس الانتقالي على تثبيت معادلة الشراكة الاستراتيجية مع التحالف، خصوصًا في ملفي مكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة الدولية. أمن الملاحة وتجفيف منابع الإرهاب وناقش اللقاء، وفق ما أُعلن، سبل توحيد الجهود في مواجهة المخاطر التي تهدد أمن المنطقة والإقليم، وتمس المصالح الدولية وحرية الملاحة. كما جرى استعراض آليات تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في اليمن، وتجفيف منابع تمويله، وتنسيق الجهود مع الشركاء الدوليين لوقف تهريب الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية، والقضاء على شبكات التهريب العابرة للمناطق. وتشير هذه المحاور إلى أن «عملية الحسم» تتجاوز البعد المحلي، لتندرج ضمن مقاربة أوسع للأمن الإقليمي، حيث يُنظر إلى أي انفلات أمني في أبين على أنه تهديد محتمل للممرات البحرية الحيوية، وعلى رأسها باب المندب وخليج عدن. إشادة متبادلة ورسائل طمأنة في ختام اللقاء، جدّد اللواء الزُبيدي شكره وامتنانه لدول التحالف، مؤكدًا أن مواقفهم «ستظل محفورة في ذاكرة الشعب، وسيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته»، ومشددًا على عمق العلاقات الأخوية المصيرية التي «عُمّدت بالدم في معركة المصير الواحد». من جانبها، أشادت قيادة القوات المشتركة للتحالف بالتضحيات التي قدمتها القوات المسلحة في مواجهة مليشيا الحوثي ومكافحة الإرهاب، مؤكدة أهمية الدور المأمول منها حاضرًا ومستقبلًا. جرائم الحوثيين باليمن.. من استهداف المنظمات الإنسانية إلى تكريس العزلة الدولية لصنعاء الانشقاقات في صفوف الحوثيين تكشف عن أزمة ثقة عميقة: صلاح الصلاحي نموذجًا