تشهد مدينة الفاشر في إقليم دارفور أوضاعًا إنسانية كارثية، وسط تزايد الإدانات الدولية المطالبة بوقف الانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها المدينة وسكانها. ووفق المتابعات الأخيرة لجلسات مجلس حقوق الإنسان، تتصاعد الدعوات للتحرك العاجل لوقف ما توصف بأنها «انتهاكات فظيعة» بحق المدنيين. تصعيد خطير في الفاشر وعمليات تطهير عرقي تشير المعلومات الميدانية إلى أن الوضع في الفاشر «قاتم تمامًا»، حيث يتم استهداف المدنيين بشكل مباشر، وتنفيذ عمليات تصفية عرقية داخل المدينة التي اقتحمتها ميليشيا الدعم السريع. كما تفيد التقديرات بأن آلاف المدنيين محاصرون داخل الأحياء تحت تهديد مستمر، مع استمرار القتال وانعدام أبسط مقومات الحياة. موجات نزوح واسعة نحو مدينة طويلة تستمر موجات النزوح من الفاشر باتجاه مدينة طويلة الواقعة غربها بنحو 40 كيلومترًا. وقد تجاوز عدد النازحين هناك 17 ألف شخص وفق تقديرات منسقية النازحين، في ظل ظروف إنسانية بالغة القسوة ونقص حاد في الغذاء والمأوى والرعاية الطبية. ارتفاع أعداد الفارين إلى شمال السودان وتشير التقديرات الأممية إلى وصول ما يقرب من 57 ألف نازح إلى مدينة الدبة شمال السودان، وسط توقعات بارتفاع هذه الأعداد خلال الساعات المقبلة، نتيجة استمرار تدفق العائلات الهاربة من مناطق الاشتباكات العنيفة. امتداد الأزمة إلى إقليم كردفان ولم تتوقف الانتهاكات عند إقليم دارفور، إذ تعاني مدينة بارا بولاية شمال كردفان أوضاعًا إنسانية شديدة الصعوبة، بعد سيطرة ميليشيا الدعم السريع عليها واحتجازها آلاف المدنيين داخل المدينة، ما فاقم الأزمة على نحو كبير. تحركات عسكرية سودانية واحتمال تصعيد جديد كثّف الجيش السوداني تحركاته خلال الأيام الأخيرة باتجاه محاور شمال كردفان، مع إرسال تعزيزات عسكرية منذ أكثر من خمسة أيام. وتشير المعطيات إلى احتمال اندلاع مواجهات جديدة في محيط مدينة بارا في ظل التوتر الكبير واتساع نطاق العمليات العسكرية. تدهور إنساني شامل دون بوادر للتهدئة تُظهر المؤشرات الحالية تفاقم الوضع الإنساني في عدة أقاليم سودانية، مع اتساع دائرة النزوح وغياب أي إشارات على تهدئة قريبة. وتستمر المعاناة المدنية في ظل غياب ممرات آمنة للنازحين وندرة المساعدات الإنسانية.