لم يُصمَّم شعار المتحف المصري الكبير ليكون مجرد علامة على واجهة المبنى أو أوراق المراسلات، بل ليحمل روح المكان ذاته ويجسد حكاية مصر في رمز واحد، حيث تتلاقى خطوط الأهرامات مع أشعة الشمس ومعنى الخلود. المتحف، الذي شُيّد ليكون صرحًا يروي قصة الحضارة المصرية منذ بدايتها حتى العصر الحديث، كان لا بد أن يكون له شعار يوازي فخامته، مستلهمًا من هندسة الأهرامات واتجاهات الضوء، ومن العلاقة الأزلية بين الإنسان والحجر، بين الماضي والمستقبل. شعار المتحف المصري الكبير يعد الشعار حكاية بصرية تربط الماضي بالحاضر، كل خط وزاوية مستوحاة من تصميم المتحف المعماري لتعكس أفق هضبة الجيزة والهندسة الخالدة للأهرامات، ليكون رمزًا يجسد الجسر بين ماضي مصر ومستقبلها. وبسبب مكانته الرمزية، قررت وزارة السياحة والآثار سك عملة تذكارية من الذهب والفضة تحمل هذا الشعار إلى جانب تمثال الملك رمسيس الثاني، ليصبح الشعار أيقونة وطنية تعكس رؤية مصر لمستقبل الثقافة والتراث. بدأت فكرة إنشاء المتحف في التسعينيات، ووضع حجر الأساس في عام 2002، مع إعلان مسابقة معمارية دولية فاز بها تصميم شركة Heneghan Peng Architects الأيرلندية، الذي يستلهم أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة لتشكيل كتلة مخروطية تمثل المبنى الرئيسي. وبدأ البناء رسميًا في مايو 2005، وتم إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط عام 2006، واكتمل تشييد المبنى الذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع في عام 2021، ليضم قاعات عرض ضخمة، ومتحف الأطفال، ومركز تعليمى، ومناطق تجارية وترفيهية وحدائق عامة. يضم المتحف المصري الكبير قطعًا أثرية فريدة، من بينها كنوز توت عنخ آمون، ومجموعات الملكة حتب، ومراكب الملك خوفو، ومقتنيات تعود لعصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني، ليكون وجهة سياحية وثقافية عالمية تُبرز عظمة الحضارة المصرية القديمة وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين. طابع تذكاري للمتحف المصري الكبير كما أصدرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مجموعة من الطوابع التذكارية المبتكرة المزودة بتقنية QR Code من خلال البريد المصري، لتوثيق الحدث التاريخي لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أهم وأضخم المشروعات الثقافية والحضارية في القرن الحادي والعشرين. ويأتي هذا الإصدار احتفاءً بصرحٍ عالمي يجسد عراقة الحضارة المصرية ويعكس التطور التقني والثقافي للدولة المصرية في عرض تراثها للعالم.