أحيانًا لا يكون الحظ أن تجد نصيبك، بل أن يكون نصيبك هو نقطة توازنك في الحياة.. وهذا بالضبط ما حدث مع محمد صلاح، لم يكن الأمر موهبة فريدة فحسب، بل لقاء قدرٍ جمعه بامرأةٍ جعلت الحلم يقف بثباتٍ على الأرض بدلًا من أن يطير في الهواء. مؤمن الجندي يكتب: أحمد عز.. بليغ التحليل الرياضي حسام حسن يشكر مؤمن الجندي بعد مقاله بالفجر زوجة محمد صلاح نموذج نادر في زمن صاخب بالصورة والضوء.. امرأة اختارت الصمت فاحترمها الناس، وابتعدت عن الأضواء فازدادت حضورًا. وجهها الهادئ، خجلها، بساطتها، كلها إشارات تقول إنها «ست مصرية صلبة»، خرجت من جذور قرى مصر التي تُثمر الجدعنة قبل الشهرة، والستر قبل الزينة. لكني رأيت الأغرب من كل ذلك، أن الدنيا قامت ولم تقعد بسبب حقيبة يدها! تحليلات، وسخرية، وأحاديث لا تنتهي حول سعرها الذي تجاوز 30 ألف دولار، وكأن امتلاك حقيبة فاخرة جريمة! والعجيب أن أحدًا لم يسأل نفسه: كم يجني زوجها من الأموال؟ رجل يربح المليارات، فما العجب أن تقتني زوجته شيئًا بآلاف الدولارات؟ «كفاكم تدخلًا في حياة الناس أرجوكم، خليك في حالك.. تفلح.. تنجح.. وتستريح!» الحقيقة أن هذه السيدة من دون أن تتحدث، أظهرت أن الأناقة ليست في الثمن، وأن الهدوء قوة، وأن المرأة حين تثق بنفسها لا تحتاج إلى منافسة الدنيا لإثبات وجودها.. اختارت الظل، فأنارت حياة الأسطورة. ولو كانت امرأةً أخرى، لربما تغير صلاح نفسه.. لكنها فهمت أن الشهرة اختبار، وأن الأصل أقوى من أي بريق. عاشت في إنجلترا، في عالمٍ مفتوح لا يرحم، ومع ذلك لم نرَ منها زلة ولا لقطة في غير محلها. الذكاء الحقيقي ليس في الظهور، بل في الحفاظ على التوازن وسط العاصفة.. محمد صلاح اليوم ليس مجرد قصة نجاح رياضي، بل قصة حب نادرة بين شخصين يشبهان بعضهما في البساطة، وفي الصبر، وفي الجذور. كلاهما جاء من تراب مصر، من بين أناسٍ يعرفون معنى أن "نِعَم ربنا تستاهل تتصان".. ولو أن القدر جمعه بنموذجٍ آخر من النساء، ربما لم نكن لنرى أعظم قصة كروية في تاريخ مصر تُكتب بهذا الاتزان. في النهاية، هي ليست فقط زوجة محمد صلاح، بل شريكته في الحلم، وصمته، وطمأنينته.. هي الدليل على أن الستر رفاهية لا يقدرها إلا النبلاء، وأن البساطة حين تصدر من الأصالة، تُصبح أرقى من أي فخامةٍ مصطنعة. للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا