شهدت مدينة الفاشر تطورًا ميدانيًا لافتًا بعد أن نفذت القوات المسلحة السودانية ثلاث عمليات إنزال نوعية ناجحة داخل المدينة المحاصرة من قبل مليشيا الدعم السريع، في خطوة وصفها محللون بأنها تمثل تحولًا مهمًا في مسار المعارك بإقليم دارفور. عمليات إنزال محكمة واستهداف دقيق للدفاع الجوي وقال الدكتور عبدالله محمد علي بلال، الصحفي والمحلل السياسي، الأمين العام لشبكة شمس، في تصريح ل "الفجر"، إن العمليات الثلاث جاءت ضمن خطة دقيقة لإسناد القوات داخل الفاشر، ولتأمين الغذاء والدواء للمواطنين المحاصرين منذ أسابيع. وأوضح أن القوات بدأت بعمليات استطلاع ميداني واستخباراتي واسعة لرصد انتشار مليشيا الدعم السريع، قبل أن تشن ضربات جوية مركزة نجحت في تدمير أجهزة التشويش والمضادات الأرضية التابعة للمليشيا. وأضاف بلال أن "القوات المسلحة السودانية حققت نجاحات باهرة في محور الدفاع الجوي، إذ تمكنت من إحداث صدمة كبيرة وسط صفوف المليشيا، كما تمكنت من اصطياد عدد من قادتها الميدانيين في عمليات مباغتة ومدروسة". وأشار إلى أن المرحلة التالية شهدت طلعات جوية نفذت خلالها ثلاث طائرات إمداد عمليات إنزال دقيقة بإشراف مباشر من غرفة السيطرة والتحكم التي تضم كبار قادة الجيش وخبراء في الدفاع الجوي والطيران والاستخبارات والإمداد. وأكد بلال أن ما يجري في الفاشر "يمثل نقلة نوعية في أداء القوات المسلحة السودانية وتقدمها الميداني في دارفور"، متوقعًا أن "تتحرك القوات البرية من محاور أخرى لفك الحصار عن المدينة والالتحام بالقوات داخلها". فقدان الثقة داخل صفوف الدعم السريع
وأوضح بلال أن مليشيا الدعم السريع فقدت الثقة في أجهزتها الاستخباراتية في محوري الفاشر ونيالا بعد الضربات الدقيقة التي وجهها سلاح الجو السوداني، الأمر الذي دفعها إلى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة وسط قادتها الميدانيين، في مؤشر على ارتباك داخلي وتراجع في القدرة على السيطرة الميدانية. وختم المحلل السياسي تصريحه بالتأكيد على أن "هذه التطورات الميدانية تعكس تفوق القوات المسلحة في إدارة المعركة جوًا وبرًا، وتمهد لمرحلة جديدة قد تُعيد رسم خريطة السيطرة في دارفور بالكامل".
الدكتور عبدالله بلال حركة الحلو تترنح وساعة النصر تقترب
وفي سياق متصل، قال الأستاذ سعد محمد عبدالله، الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (الجبهة الثورية)، إن حركة عبدالعزيز الحلو تعيش حالة انهيار سياسي وعسكري واضح، وتتحرك دون أهداف محددة أو استراتيجية واضحة، مما جعلها تفقد توازنها ميدانيًا وتنظيميًا. وأوضح سعد ل "الفجر"، أن "الاختلال القيادي داخل الحركة انعكس سلبًا على أدائها، وأفقدها الإرادة في تحقيق السلام رغم المعاناة الطويلة التي يعيشها سكان مناطق النزاع"، مضيفًا أن "هذه المجموعة لا تقاتل من أجل أهداف وطنية، بل تخوض حربًا مدفوعة الأجر، ولذلك فإن هزيمتها باتت مسألة وقت". وأكد أن القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها تعمل بتناغم كامل وفق استراتيجية عسكرية دقيقة تجسد خبرتها في إدارة المعارك، مشيرًا إلى أن "ما يجري في الفاشر اليوم يمثل ملحمة مكتملة الأركان". سعد عبدالله وأشار سعد إلى أن نجاح عمليات الإمداد الجوي والتصدي لهجمات مليشيا الدعم السريع يؤكد أن المعركة تجاوزت كونها مواجهات ميدانية إلى "معركة خبرات وتكتيكات عسكرية عالية المستوى تتضمن حماية المدنيين والمرافق العامة". وختم الناطق الرسمي تصريحه بالقول إن "النتائج الميدانية المتلاحقة تؤكد اقتراب ساعة النصر، وأن القوات المسلحة تسير بخطى واثقة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في دارفور والسودان عامة".