دعا الدكتور يحيى الجمل، النائب السابق لرئيس الوزراء والفقيه القانوني والدستوري في حديث لقناة الحرة إلى مليونية لبناء مصر بدلا من الدعوة لمليونيات سماها مليونيات "الموضة والإثارة"، موضحا أن شباب الثورة الحقيقي ربما يكون قد انزوى قليلا أمام ظهور تحالفات عديدة تتحدث باسم الثورة، فكل يدعي وصلا ب ليلى، وليلى لا تقر لهم وصال، فبعض هؤلاء الشباب يتحدثون وقد ركبهم الغرور، والغرور يقتل ووصف حالة الشك التي يعيشها المصريون مثل تشكك القوى السياسية في المجلس العسكري والأحزاب تتهم بعضها البعض بقوله،: "ما اجتمع مصريان إلا وكان الشك والقلق ثالثهما . اوضح إن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري نزل إلى قلب القاهرة كي يريح الشارع، لأن ما تسرب من شهادته أمام المحكمة لم تدن مبارك إدانة كاملة، لكنه استبعد أن يكون المشير أو قادة المجلس العسكري راغبين في البقاء بالسلطة حسب معرفته الشخصية بهم وإن أردف قائلا "جايز يكونوا اتغيروا" أوضح الجمل للإعلامي طارق الشامي ضمن برنامج حوار القاهرة الذي أذيع اليوم أن رئيس الجمهورية المقبل سيكون أغلب خلق الله لأنه سيدخل في نار جهنم من أول يوم ومن المستحيل أن يكمل عامين لأن التجربة كلها ستستغرق من 2 إلى 3 أعوام ثم ندخل مرحلة جديدة ، لكننا لن نعود إلى الوراء وإنما سنمر بتجارب ستحتاج من 10 إلى 12 عاما حتى نصل إلى الاستقرار الحقيقي وإلى بناء دولة ديمقراطية . توقع نائب رئيس الوزراء السابق ألا يحصل التيار الديني على أكثر من 30 % بالانتخابات البرلمانية وأن النسبة الباقية سوف تكون موزعة على باقي التيارات السياسية الأخرى ، مشيرا إلى أن التيارات الإسلامية سوف تقوم بترشيح أعضائها من خلال الأحزاب بنظام القائمة وعبر النظام الفردي بما أسماه بترشيح "تحت التربيزة" . أكد أن البرلمان القادم لن يكون برلمانا متجانسا، كما أرجع اختصار النسبة الإجمالية لمقاعد الإسلاميين في البرلمان على غير ما يتوقع البعض، بأنّ الشعب المصري شعب وسطي يرفض التطرف بطبعه وبالتالي سوف تذهب أغلب الأصوات لكل التيارات . وعن انتهاء فترة العمل بين المجلس العسكري وحزب الحرية والعدالة، قال: إن انتقاد بعضهما البعض لا يدل على أن القادم سيئ، لأن العقلاء في "العسكري" و "الحرية" سوف يجتازون هذه المرحلة بسلام وسوف يختارون الإصلاح للبلاد . وردا على سؤال حول الأوامر بقتل المتظاهرين خلال الثورة ، قال: إن الرئيس مبارك أصدر أوامره يقينا لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بقمع المتظاهرين، فما كان للوزير أن يفعل ما فعل إلا بقرار من رئيس الجمهورية ، أما الجيش فربما أبلغ عمر سليمان مبارك بأن الجيش لن يضرب المتظاهرين وأن على مبارك أن يتصرف وفقا لذلك وحين أدرك مبارك ذلك انتهى الموضوع وتنحى لأنه لا أمل له في البقاء وهذا نوع من الإجبار. وحول التوترات الطائفية والتي كان آخرها ما جرى في إدفو بأسوان ، عبر الجمل عن قلقه على البلد قائلا إن مصدر حزني هو ما يجري مع الأقباط لأن هذا لا صلة له بالدين والإسلام من هذه التصرفات براء ، فالحب هو جوهر الإسلام والمسيحية وما يحدث عبارة عن تخلف حضاري وعقلي وضيق أفق ، مشيرا إلى أن الحل يكمن في أن تسود ثقافة الحوار وهناك حاجة إلى تعليم وتربية وإعلام يعي مسئوليته بموضوعية بعيدا عن الخوف لأن الإعلام في أغلبه مهمته الإثارة الآن ونحن نحتاج لإعلام عقلاني تنويري ينقل الحقائق مشيرا إلى ضرورة الاقتداء بتركيا وهى دولة إسلامية فالتفكير فريضة إسلامية والعلمانية التي تسير بها ليست كفرا وكلام أردوغان في القاهرة عن العلمانية لا يخالف الإسلام ، ودعا الجمل الأقباط ألا يسمحوا لأحد أن يوهمهم بأن مصر ليست بلدهم ، فعلى الجميع كل الحقوق وعليهم كل الواجبات سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو بلا دين طالما أنهم مصريون .