في خطوة وُصفت بالتاريخية، جاء إعلان عدد من الدول الكبرى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ليُشكل نقطة تحول في مسار النضال الفلسطيني، ويجسد في الوقت ذاته نجاح جهود الدبلوماسية المصرية التي جعلت القضية الفلسطينية أولوية ثابتة على أجندتها، وسعت عبر قنواتها المتعددة إلى حشد التأييد الدولي لهذه الخطوة. ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف يمثل ثمرة مباشرة لسياسة القمم التي ينتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لم يتوقف عن مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه فلسطين، مؤكدًا أن حل الدولتين هو السبيل الأوحد لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط. مؤتمر حل الدولتين: ضرورة توحيد غزة والضفة تحت مظلة السلطة الفلسطينية مسؤول إسرائيلي: حرب غزة تهدد الاقتصاد بخسائر تتجاوز 7.5 مليار دولار إضافية مصر في قلب المشهد الدولي منذ اندلاع حرب غزة وما رافقها من إبادة وتشريد، استثمرت القاهرة كافة الوسائل لإبراز حجم الكارثة الإنسانية، حيث استقبل الرئيس السيسي العديد من القادة والمسؤولين الدوليين واطلعهم عن قرب، من مدينة العريش ومعبر رفح، على معاناة سكان القطاع. ساهم هذا الحراك في تشكيل وعي عالمي متزايد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي. كما لعبت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر في أبريل الماضي دورًا محوريًا في دفع باريس نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد أن شاهد بنفسه آثار العدوان والتقى بالجرحى الفلسطينيين. تحول في مواقف الدول الغربية اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية حمل دلالات خاصة نظرًا لارتباطها التاريخي بنشأة الصراع عبر "وعد بلفور" وقرار تقسيم فلسطين عام 1947. واعتُبر هذا الاعتراف بمثابة "كلمة حق" تعكس مراجعة لمسار تاريخي ما دام تجاهل حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم. ويرى محللون أن هذا التحول الغربي لن يقود إلا إلى زيادة عزلة إسرائيل دوليًا، خصوصًا مع تزايد الوعي العالمي بالجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين في غزة. الاعتراف الدولي.. بداية مسار لا عودة عنه الاعتراف الدولي بفلسطين ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل هو تحول استراتيجي يبعث برسالة قوية مفادها أن المجتمع الدولي لم يعد يتسامح مع ممارسات الاحتلال. ويُنظر إليه كبداية مسار سياسي لا عودة عنه نحو تنفيذ حل الدولتين، بما يعيد التوازن إلى النظام الدولي ويضع إسرائيل تحت ضغوط متزايدة. مصر.. ركيزة أساسية في معركة السلام مصر، باعتبارها الداعم التاريخي للقضية الفلسطينية، لعبت دورًا محوريًا في هذه المرحلة من خلال حشد الدعم الدولي والضغط لوقف الحرب في غزة والتصدي لمخططات التهجير. وتؤكد الأوساط الدبلوماسية أن القاهرة ستواصل دورها الحيوي حتى يتحقق حلم الفلسطينيين والعرب بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية.