علقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على أعمال قمة منظمة شنغهاى للتعاون المنعقدة اليوم فى مدينة تيانجين الساحلية بالصين، معتبرة أن بكين تسعى لاستغلال حالة الاضطراب التى أحدثها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتوحيد القادة ضد النظام العالمى الذى تقوده الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الصينى شى جين بينج يستضيف عددًا كبيرًا من قادة العالم، بينهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، وذلك ضمن فعاليات القمة التى يشارك فيها قادة من 20 دولة وتستمر يومين. الرئيس الصيني وزوجته يستقبلان بوتين على مأدبة عشاء أقيمت لزعماء "شنغهاي للتعاون" بوتين خلال لقاء باشينيان: الحكومتان الروسية والأرمنية على تواصل دائم الصين تقدم نفسها كقوة مضادة للغرب وصفت الصحيفة المنتدى بأنه جزء من حملة الصين لتقديم نفسها كشريك موثوق وثقل مضاد للولايات المتحدة فى عالم يتجه نحو تعدد الأقطاب. وأشارت إلى أن مشاركة رئيس الوزراء الهندى فى أول زيارة له للصين منذ سبع سنوات، تمثل خطوة مهمة فى محاولة بكين إصلاح العلاقات مع نيودلهى، التى تعززت شراكتها مع واشنطن خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب. ونقلت الصحيفة عن كارلا فريمان، مدير معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز، أن الدول المشاركة "موحدة أساسًا فى شعورها بالظلم من الولاياتالمتحدة، أكثر من كونها تسعى نحو أهداف مشتركة"، مؤكدة أن لكل منها أجندته الخاصة. خلفية عن منظمة شنغهاى تأسست منظمة شنغهاى للتعاون عام 2001 على يد الصين وروسيا، لمواجهة التهديدات الأمنية والتطرف فى آسيا الوسطى، قبل أن تتوسع لاحقًا لتشمل مجالات التعاون الاقتصادى والأمنى بشكل أوسع. وبمشاركة قادة من مختلف أنحاء آسيا، تحولت اجتماعات المنظمة إلى منصة أساسية لبكين وموسكو لإعادة صياغة المعايير الدولية بما يتماشى مع مصالحهما. ويرى محللون أن سياسات ترامب غير المتوقعة ساعدت على تشكيل ما وصفوه ب "تحالف من الدول ذات التفكير المشترك ضد الولاياتالمتحدة"، رغم الخلافات الداخلية بين أعضائها. الحضور بحد ذاته رسالة سياسية حسب التقرير، فإن مجرد حضور قادة مثل بوتين والرئيس الإيرانى مسعود بيزيشكيان للقمة، يعكس رسالة سياسية واضحة بأنهم ليسوا معزولين على الساحة الدولية، رغم العقوبات الغربية المفروضة عليهم. وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة شنغهاى، إلى جانب مجموعة "بريكس"، باتت ركيزة أساسية فى رسالة بكين بأن الغرب لم يعد القوة المهيمنة الوحيدة أو الحل الأوحد، فى ظل تحولات متسارعة بالنظام العالمى.