في مثل هذا اليوم من عام 1931، وُلدت سيدة الشاشة العربية، الفنانة القديرة فاتن حمامة، التي لم تكن فقط رمزًا للفن الراقي، بل كانت بطلة واحدة من أعظم قصص الحب في تاريخ السينما المصرية والعربية. قصة حبها مع النجم العالمي عمر الشريف لم تكن مجرد حكاية عاطفية عابرة، بل كانت فصلًا خالدًا من فصول العشق والتضحية، لا يزال الجمهور يتحدث عنه حتى اليوم. فما تفاصيل هذه القصة التي جمعت بين النجمين الكبيرين؟ وكيف انتهت رغم الحب الكبير؟ فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي سحرت القلوب
وُلدت فاتن حمامة في 27 مايو 1931 بمدينة المنصورة، وبدأت رحلتها الفنية في سن مبكرة، لتصبح لاحقًا واحدة من أعمدة السينما العربية. قدمت أكثر من 100 فيلم، بينها تسعة أفلام تم اختيارها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، من بينها "دعاء الكروان"، "نهر الحب"، و"الحرام". بفضل موهبتها الفريدة ورقيها الفني، حازت على لقب "سيدة الشاشة العربية"، وهو اللقب الذي لا يزال يرافق اسمها حتى اليوم. البداية: لقاء مصيري في "صراع في الوادي"
بدأت شرارة الحب بين فاتن حمامة وعمر الشريف خلال تصوير فيلم "صراع في الوادي" عام 1954، حين اختاره المخرج يوسف شاهين ليقف أمام فاتن في أولى بطولاته السينمائية. كان عمر وقتها شابًا يُدعى ميشيل شلهوب، مسيحي الديانة، لكن الكيمياء بينه وبين فاتن تخطت حدود التمثيل. شعر كل منهما بانجذاب عميق، وبدأت قصة حب سرعان ما تحولت إلى واحدة من أشهر قصص العشق في الوسط الفني. حب يتحدى التقاليد: عمر يغير ديانته من أجلها في تلك الفترة، كانت فاتن حمامة متزوجة من المخرج عز الدين ذو الفقار، لكنها قررت إنهاء هذا الزواج بسبب شعورها بعدم التفاهم والسعادة، أما عمر الشريف، فلم يتردد في اتخاذ قرار مصيري، حيث أعلن إسلامه ليتزوج من المرأة التي أحبها. تم الزواج في عام 1955، وأثمر عن ابنهما الوحيد "طارق"، ودام هذا الارتباط العاطفي لمدة 20 عامًا. نجاحات مشتركة على الشاشة الكبيرة لم يكن الحب وحده هو ما جمع بين فاتن وعمر، بل قدما سويًا عددًا من الأفلام التي تُعد من كلاسيكيات السينما، مثل "صراع في الوادي"، "أيامنا الحلوة"، "نهر الحب"، و"سيدة القصر". شكلت هذه الأفلام جزءًا كبيرًا من ذاكرة الجمهور، وكانت انعكاسًا حقيقيًا لما كان بينهما من مشاعر صادقة، أضافت إلى أدائهما سحرًا خاصًا على الشاشة. نهاية مؤلمة لقصة حب كبيرة على الرغم من الحب العميق الذي جمعهما، إلا أن زواجهما لم يدم. بدأت الخلافات تظهر بسبب انشغال عمر الشريف بالسينما العالمية بعد مشاركته في فيلم "لورانس العرب"، حيث كثرت أسفاره وابتعد عن أسرته. شعرت فاتن بالوحدة والغياب، وزادت الضغوط عليها من الصحافة والشائعات كل هذه العوامل أدت إلى الطلاق عام 1974، رغم أن الحب بينهما لم ينطفئ أبدًا. فاتن تتزوج مجددًا.. وعمر يبقى وفيًا لحبه الأول في عام 1975، تزوجت فاتن حمامة من الطبيب المعروف محمد عبد الوهاب، وعاشت معه حياة هادئة حتى وفاتها عام 2015. أما عمر الشريف، فقد بقي وفيًا لحبه الأول، ولم يتزوج بعد فاتن، وصرّح في أكثر من مناسبة أنها كانت المرأة الوحيدة التي أحبها بحق، وأنه لم يتمكن من نسيانها حتى آخر يوم في حياته. حب لا يموت.. حتى بعد الرحيل بعد رحيل فاتن حمامة، تأثر عمر الشريف بشدة، وظهر عليه الحزن الواضح، حتى أنه صرّح أن وفاتها كانت "أصعب لحظة في حياته" وبعد أشهر قليلة، توفي هو أيضًا في يوليو 2015، وكأن رحيلها كان بداية النهاية له.