دعاء ثاني يوم رمضان.. اللهم قربنا إلى مرضاتك

يحل علينا شهر رمضان المبارك محمّلًا بالخيرات والبركات، وهو فرصة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة، وعلى رأسها الدعاء، الذي يُعد من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه. فقد جعل الله باب الرحمة مفتوحًا في هذا الشهر الكريم، ودعا عباده إلى الإكثار من الدعاء، تحقيقًا لمغفرة الذنوب وبلوغ مرضاته.
وقد وردت العديد من الأدعية التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، والتي تحمل بين طياتها طلبًا للرحمة والمغفرة والهداية. ومن بين هذه الأدعية، ما رُوي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حيث نقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعاءً عظيمًا يحمل معاني التقوى والقرب من الله عز وجل، ويُستحب للمسلم أن يردده في هذا الشهر الفضيل لنيل الأجر والثواب.
دعاء ابن عباس المستحب في رمضان
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
"اللَّهُمَّ قَرِّبْنِي فِيهِ إِلَى مَرْضَاتِكَ، وَجَنِّبْنِي سَخَطَكَ وَنَقِمَاتِكَ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِقِرَاءَةِ آيَاتِكَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".
هذا الدعاء يحمل معاني عظيمة، فهو يتضمن:
* طلب القرب من الله ومرضاته، وهو غاية كل مسلم يسعى لرضوان الله والفوز بالجنة.
* الابتعاد عن سخط الله وعذابه، فالمؤمن الحق يسعى لتجنب المعاصي التي تؤدي إلى الغضب الإلهي.
* التوفيق في قراءة القرآن الكريم، وهو من أعظم العبادات في رمضان، حيث أن القرآن نزل في هذا الشهر الفضيل، لذا يكون لقراءته وتدبره أثر عظيم على النفس.
* الاستعانة برحمة الله عز وجل، فهو أرحم الراحمين، الذي يفيض برحمته على عباده الصالحين في هذا الشهر الكريم.
ثواب هذا الدعاء في رمضان
جاء في فضل هذا الدعاء ثواب عظيم يُمنح لمن يردده بإخلاص ويقين، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"مَنْ دَعَا بِهِ أُعْطِيَ بِكُلِّ خُطْوَةٍ لَهُ فِي جَمِيعِ عُمُرِهِ عِبَادَةَ سَنَةٍ صَائِمًا نَهَارُهَا قَائِمًا لَيْلُهَا".

فضل الدعاء في رمضان
الدعاء من أعظم العبادات التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو باب من أبواب التقرب إلى الله، وخصوصًا في رمضان حيث تتضاعف الحسنات، ومن فضائل الدعاء في هذا الشهر المبارك:
1. استجابة الدعاء حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتهم: الصائم حتى يُفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم" (رواه الترمذي).
2. سبب للمغفرة حيث يغفر الله لعباده الذنوب بفضل الدعاء والتوبة الصادقة.
3. تحقيق الأمنيات فالله تعالى يستجيب لعباده إذا دعوه بصدق وخشوع.
4. طمأنينة القلب حيث يشعر المؤمن بالسكينة والراحة النفسية عندما يتوجه إلى الله بالدعاء.