حين يلتقي الحلم المصري بميدان العالم، لا تكون مجرد لحظة عابرة، بل هي تجسيد عميق لتاريخ طويل من الإصرار والعزيمة، لحظة يُكتب فيها فخر مصر بسواعد أبناءها، وتُسطر على الأرض مسيرة طويلة من النجاح لا يعرف أصحابها حدودًا.. بين الأنهار والشمس الساطعة، وسط آمال لا تنتهي، تظل مصر بلدًا لا يعرف المستحيل، ومن هذا الوطن، الذي أخرج أهراماته ليغزو بها الزمن، يخرج أبناؤها اليوم ليغزوا سماء المجد في ملاعب العالم، عاقدين العزم على أن تكون أقدامهم هي الشهادات التي تروي تاريخًا آخر من نجاحات مصر في شتى ميادين الحياة. مؤمن الجندي: "sense" التوقيت مؤمن الجندي يكتب: عبور المستحيل في قلب هذه المسيرة، نجد أنفسنا أمام ثنائي مصري لا يعرف أحدهم معنى التوقف.. الملك، محمد صلاح، الذي عُرف بإرادته الحديدية التي لا تُقهر، وقدرته الفائقة على تحقيق المستحيل.. وإذا كان الكثيرون يرون في صلاح مجرد لاعب كرة قدم، فإن المصريين يرونه أكثر من ذلك بكثير! هو رمز للهوية، مثال على من لا يستسلم.. بينما كان يركض في ملاعب أوروبا، كان يُركض معه حلم شباب مصر بأكملها، حلم مستمر في إثبات أن المصري يمكنه أن يصل حيثما يطمح. أما "الأمير" عمر مرموش، فهو هذا الوجه الجديد الذي أصبح علامة مميزة في كرة القدم المصرية. لم يأت مرموش من السماء، ولم يهبط فجأة على عرش الرياضة.. بل هو ابن حي يعشق التحدي، وينتقل من مرحلة إلى أخرى، يثبت من خلالها أن المصريين لا يقفون أبدًا عند محطة واحدة.. في مباراة مانشستر سيتي الأخيرة، كان مرموش في مواجهة ليفربول "صلاح" صورة حية من فخر مصري لا تنتهي.. تؤكد أن الأمل المصري لا يتوقف، وأن لكل جيل فرسانه. في تلك المباراة شعرت بفخر كبير كمصري "حتى لو قلل البعض من كرة القدم وأنها غير مفيدة مثل العلم والعلماء"، وإن اتفقت معهم في جزء! لكنها قوة ناعمة ترسل رسائل عديدة لا يمكن إهمالها، وباتت تترك أثرًا للامستحيل. من قلب مصر إلى أفق العالم كانت الكرة تتدحرج ليس على أرض الملعب فقط، بل في عقول المصريين وقلوبهم.. على أحد الطرفين كان "الملك" صلاح يحمل أحلامًا تراقبها العيون من كل زاوية في مصر، وعلى الطرف الآخر كان "الأمير" مرموش يبني سلالم مجده بخطواته الثابتة التي تردد صدى إصرار الفراعنة في ماضيهم.. ومع كل هجمة، ومع كل تمريرة، كانت الأصوات تتعالى من داخل قلب مصروتصل إلى أفق العالم، لتقول: هذه هي مصر، التي لا تُقهر. والحقيقة أن نجاح صلاح ومرموش لم يكن مجرد فوز رياضي.. كان تجسيدًا لروح مصر التي لا تقبل إلا بالنجاح، كان حلم الأجداد يتراءى في أعين الشباب، وإرادة الأمة تتجسد في كل حركة على أرض الملعب. لم تكن تلك مباراة كرة قدم فحسب، بل كانت لحظة تعبيرية عظيمة عن الهوية المصرية، التي تفخر بجميع أبناءها أينما كانوا. في النهاية، المصري لا يحتاج إلى فوز واحد ليُثبت قدرته.. هو منتصر بحب الوطن، منتصر بقدرته على تحدي ذاته، وعلى خلق الفرص من لا شيء، وعندما يحقق أبناء مصر المجد، تكون فرحتهم أكبر من مجرد اللحظة، بل هي لحظة تحد واحتفال بالهوية التي لا تقبل الهزيمة وإبهار للعالم بما لا يتوقعه أحد. للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا