توقيع ميثاق لتشكيل حكومة موازية في السودان.. الأهداف والتداعيات

في تطور لافت للأحداث في السودان، أعلنت قوات الدعم السريع، مساء السبت، عن توقيع ميثاق مع عدد من القوى السياسية والمسلحة المتحالفة معها، بهدف تشكيل "حكومة سلام ووحدة" في المناطق التي تسيطر عليها.
وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد الحديث عن إمكانية تشكيل حكومة موازية في ظل استمرار النزاع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
ملامح الميثاق وأبرز بنوده
وفقًا لمصادر "الفجر"، ينص الميثاق على إقامة دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، تقوم على مبادئ الحرية والمساواة والعدالة، دون تبني هوية محددة. كما ينص على منح الدستور الانتقالي والدائم للبلاد الحق للشعوب السودانية في تقرير المصير حال عدم النص صراحةً على فصل الدين عن الدولة.
نظام حكم لا مركزي وانتخابات ديمقراطية
أكد الميثاق على ضرورة أن يكون الحكم في السودان ديمقراطيًا تعدديًا، يتم من خلال انتخابات حرة ونزيهة. كما شدد على اعتماد نظام حكم لا مركزي يمنح الأقاليم حق إدارة شؤونها المحلية لضمان مشاركة واسعة وعادلة في السلطة، إضافةً إلى تحقيق التنمية المتوازنة وتوزيع الموارد بشكل منصف.
إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية
تضمنت الوثيقة رؤية لتأسيس جيش وطني جديد يعكس التنوع السوداني، ويتبنى عقيدة عسكرية حديثة، مع إخضاعه منذ تأسيسه للرقابة المدنية. كما نص الميثاق على تشكيل أجهزة شرطة ومخابرات مهنية، مع التأكيد على إنهاء الإفلات من العقاب وضمان العدالة لجميع المواطنين.
مبررات تشكيل الحكومة الجديدة
يرى الموقعون على الميثاق أن تشكيل حكومة جديدة ضرورة لإنهاء النزاع وتحقيق السلام العادل، بالإضافة إلى ضمان تدفق المساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر دون قيود. كما يهدف إلى استعادة الحقوق الدستورية للمواطنين، وإعادة الحكم المدني الديمقراطي، فضلًا عن تبني سياسات تعزز الأمن الإقليمي والدولي، بعيدًا عن الاصطفافات الدولية التي تتبناها الحكومة الحالية في بورتسودان.
الأطراف الموقعة على الميثاق
وقع على الميثاق أكثر من 20 حزبًا وحركة مسلحة ومنظمة مجتمع مدني، من بينها قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وتحالف الجبهة الثورية برئاسة الهادي إدريس، الذي كان عضوًا في مجلس السيادة الانتقالي سابقًا.
تداعيات الخطوة على المشهد السوداني
يأتي الإعلان عن هذا الميثاق في وقت يشهد السودان حربًا دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع تحقيق الجيش مكاسب ميدانية كبيرة في الأسابيع الأخيرة. من المتوقع أن تثير هذه الخطوة مزيدًا من التوترات السياسية والعسكرية، وسط تساؤلات حول مدى تأثيرها على جهود الوساطة الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الصراع.