..سرت مخاوف بين الفلسطينيين من أن يؤدى الخلاف بين حركتي "فتح" و"حماس" حول خطوة الأممالمتحدة لنيل الاعتراف الدولي بفلسطين رغم أهميتها إلى تعميق الخلاف بينهما ما يؤثر سلبا على تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية بعد الانفراجة الأخيرة عقب لقائهما الأخير في القاهرة ، وذلك في ظل تراشقات إعلامية عنيفة متبادلة بين الحركتين استخدمت فيها ألفاظا واتهامات لم يعتادها الشارع الفلسطيني. وعزز من هذه المخاوف تبادل الاستدعاءات والاعتقالات بين الضفة والقطاع لأنصار الحركتين حتى إن الشطرين (الضفة والقطاع) بات أكثر انقساما من ذي قبل. وتحمل فتح وحماس بعضهما البعض المسئولية في ذلك ، فحركة حماس ترى أن فتح برئاسة ابو مازن أقدمت على هذه الخطوة منفردة وستؤدى إلى الاعتراف باسرئيل وإنهاء المقاومة ، في حين ترى فتح أن موقف حماس الرافض " مخجل " وذهبت بعيدا فاتهمت حماس بأن موقفها يتسق مع الموقفين الامريكى والإسرائيلي. رجل الشارع في فلسطين بات قلقا من تجذر الخلاف بين الضفة والقطاع رغم بوادر إنهاء الأزمة بينهما والذي تبلور بتوقيع المصالحة في القاهرة مؤخرا وكانت بداية مبشرة بتبادل الإفراج بين الحركتين عن عدد من معتقلي فتح وحماس. وبدت ملامح هذا التأثير تتضح في تأجيل عدة اجتماعات مقررة بين الحركتين وباقي الفصائل الأخرى لمناقشة ملف المصالحة المجتمعية أكثر من مرة خلال الأيام الماضية والتي كان من المقرر على إثرها ان يتحدد موعد للقاء موسع بين فتح وحماس في القاهرة لانجاز ملف المصالحة بتشكيل الحكومة. توقعات تأثير هذه الخطوة على ملف المصالحة من الخبراء والحركات السياسية الذين تحدثوا لوكالة أنباء الشرق الأوسط تباينت الا أن القلق على ملف المصالحة بات متفقا عليه.وقال الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس ان المصالحة الفلسطينية يجب أن تكون أكبر من كل مراهنات السلطة لأنها إذا بقيت مرهونة بأجندات خارجية واستحقاق سبتمبر فإن ذلك سيؤثر سلبا على قضايا الشعب الفلسطيني وحمل حركة فتح مسئولية أي تعطيل للمصالحة الفلسطينية مؤكدا حرص حركته على تنفيذ المصالحة في أقرب وقت. وقال البردويل طالما أن حركة فتح غير جاهزة لإتمام التوافق الفلسطيني -بحجة استحقاق سبتمبر- فهي من تتحمل مسئولية تعطيل المصالحة. ورهن طلال عوكل المحلل السياسي الفلسطيني مستقبل المصالحة الفلسطينية بنتائج خطوة الأممالمتحدة موضحا انه اذا تحقق إعلان الدولة الفلسطينية سيصبح موقف الرئيس ابو مازن قويا وسيدفع ملف المصالحة إلى التطبيق بسرعة ، أما اذا خسر فستخرج حماس أكثر قوة وتؤكد أنها كانت على حق وما نادت به كان الصواب وستكون معنوياتها مرتفعه جدا. وأضاف عوكل ان خطوة الأممالمتحدة أحدثت "جراحا سطحيه " بين الحركتين وهو ما بدا فى التراشقات بينهما طوال الأيام الماضية .ومن جانبه قال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف إنه يعز علينا فى هذه المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ونتحدى من خلالها الاحتلال الإسرائيلي وجبروته أن نرى الممارسات التى تقوم بها حماس ضد أبناء الشعب فى غزة والتي تتمثل فى اعتقال مناضلين من فتح ليس لهم أى ذنب ارتكبوه إلا أنهم ينتمون للحركة. وأضاف عساف إن حماس تستمر أيضا في ممارساتها القمعية حيث تقوم بقمع حرية التعبير فى قطاع غزة للأهالي الذين يؤيدون التوجه إلى الأممالمتحدة ، حيث إنها تهدد بقمع المسيرات المؤيدة بقوة السلاح .. وهذا لا يهيئ الأجواء لإتمام المصالحة الفلسطينية لأن هذه الممارسات تعكر الأجواء وتزيد من الاحتقان وربما تهدف إلى تكريس الانقسام. ومن جهته ، توقع عضو المجلس الثوري لحركة فتح حاتم عبد القادر أن تزداد مساحة الانقسام والخلاف بين الحركتين فى ضوء الرفض المتزايد من قبل حماس للتوجه الفلسطيني إلى الأممالمتحدة. وأعرب عبد القادر عن أسفه إزاء موقف حماس من التوجه إلى الأممالمتحدة خاصة وأن ملف المصالحة لم يتم تنفيذه على أرض الواقع. وقال "نحن لسنا أمام إنهاء الانقسام ولكن إدارة هذا الانقسام وهذا شىء مؤسف وأنا غير متفائل لمستقبل العلاقة بين الطرفين"..معربا عن اعتقاده بأن مواقف حماس الأخيرة سيكون لها تداعياتها على المصالحة..إلا أنه فى الوقت ذاته حمل الطرفين المسئولية عن الانقسام. وأضاف "كنا نتمنى أن نذهب إلى الأممالمتحدة ونحن موحدون ولسنا منقسمين وأننى ضد تجزئة ملفات المصالحة لأنها مضيعة للوقت ولن تؤدى إلى شىء" ، مطالبا بضرورة الاتفاق على رؤية سياسية موحدة فيما يتعلق بالحكومة ومنظمة التحرير وغيرها من الملفات المهمة. وراى عبد القادر ان اجتماعات عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبومرزوق لن تجدي شيئا فهما في واد والأوضاع فى واد آخر.