إيران تتوعد ب "إبادة إسرائيل" وتل أبيب تحذر

وسط أنين العالم وتململه من الصراعات المشتعلة على الساحة السياسية، أصبح الصراع بين إيران وإسرائيل الأكثر احتمالا في الانفجار، لاسميا منذ أن بدأت "حرب الظل" بين الطرفين.
وأصبحت التهديدات تتأرجح بين البلدين، خاصة وأن أكبر خطر مرتبط بإيران يتمحور حول برنامجها النووي، فهل الحرب ممكنة إذا وصلت إيران إلى حافة حيازة السلاح النووي.

مجمع أصفهان
وفي سياق متصل، وقع هجوم على المجمع الصناعي في أصفهان، مساء يوم السبت الماضي، وتعاملت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية بحذر شديد مع هذا الهجوم، وفقًا لما ذكرته سكاي نيوز عربية.
وأصدرت وزارة الدفاع الإيرانية بيانًا، جاء فيه تعرض أحد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة في أصفهان، لهجوم فاشل بأجسام طائرة صغيرة(مسيرات)، ونتج عنه أن أصيب إحداها من قبل الدفاع الجوي للمجمع فيما انفجرت الاثنتان الأخريان بعد وقوعهما في فخاخ دفاعية.
ولم يسفر هذا الهجوم عن وقوع أي ضحايا، ولحقت أضرار بسيطة بسقف المصنع يمكن معالجتها، وأن معدات المجمع لم يلحقها أي ضرر، حيث أن البيان الرسمي الإيراني لم يحدد طبيعة المجمع الصناعي الدفاعي

إسرائيل وراء العملية

وأشارت التقارير الصحفية، إلى أن إسرائيل هي من نفذت هذا الهجوم من خلال طائرات مسيرة، وأن جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" هو من يقف وراء العملية، حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وفي المقابل، يتوعد المسؤولون الإيرانيون ب "إبادة إسرائيل" معتقدين أن بلادهم تحاول الحصول على النووي، والذي من شأنه أن يصعد الموقف ويدعم هذه التهديدات.
وتبذل إسرائيل كل ما في وسعها من أجل منع إيران الحصول على النووي.

اشتعال فتيل الحرب

يذكر قادة إيران، أن لا طموحات نووية عسكرية لبلادهم، ولكن على أرض الواقع أن أكبر خطر مرتبط بإيران يتمحور حول برنامجها النووي.
وشدد المسؤولون الإسرائيليون، على أن بلادهم ستهاجم إيران في حال وصلت إلى حافة حيازة النووي، باستخدام القوة الجوية، وذلك على غرار ما فعلوه مع العراق عام 1981 وسوريا عام 2007.

حرب الظل
ودخل الطرفان فيما يبدو أنها "حرب الظل" إذ يهاجمان بعضهما البعض على الأرض وفي الجو وعلى البحر، وبالرغم من ذلك إلا أن تلك أبيب وطهران يتفقان في الغالب الأعم على تجنب المواجهات التي تهدد برفع مستوى التصعيد إلى حرب شاملة، ويفضلان عوضا عن ذلك اتباع سياسة الإنكار.
وباتت المواجهات المواجهات في الفترة الأخيرة أكثر وضوحا، لا سيما بعد استهداف مجمع صناعي عسكريا في أصفهان.

بداية حرب الظل
كانت لبنان أقدم طرف في معركة القتال غير المباشر بين إيران وإسرائيل، فبعد اجتياح إسرائيل للبنان في عام 1982، أخذت مجموعة شيعية مسلحة تُنزل بالضربات ك "الصواعق" على رؤوس القوات الإسرائيلية، والتي عرفت هذه المجموعة فيما بعد باسم "حزب الله"، والتي غدت إلى حد ما وكيلًا للحرس الثوري الإيراني.
وبدأت هذه المجموعة منذ حربها مع إسرائيل في عام 2006، في بناء ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف على طول الحدود، وفقًا لما ذكرته إسرائيل سابقًا.
وفي وقت سابق، استهدفت إسرائيل خط إمداد الصواريخ التابع لهذه المجموعة داخل حدود لبنان، عبر توجيه عدة ضربات، وفتحت حرب جديدة بين إيران وإسرائيل،. بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

تعزيز الوجود الإيراني
قامت إيران في سنوات الحرب السورية ببناء وجودا عسكريا في البلاد التي هبت لنجدتها حكومتها، ورسخت وجودها هناك من أجل تسهيل نقل الأدوات القتالية إلى "حزب الله" عبر الأراضي السورية والعراقية، وحينها شنت إسرائيل هجمات على سوريا ضد أهداف مرتبطة بإيران، وذلك لإيقاف تدفق هذه الأسلحة، وعدم تنامي الوجود الإيراني على حدودها الشمالية.

تبادل الضربات
وفي عام 2019، أخذت إيران وإسرائيل تتبادل الضربات عبر البحر، ولكن لم يسفر عنها أي إصابات، باستثناء هجوم وقع في صيف عام 2021، ونتج عنه قتل بحاران بريطاني وروماني كانا على متن سفينة يملكها إسرائيلي، وأشارت حينها بأصابع الاتهام إلى إيران.
وفيما يتعلق بالهجمات داخل البلدين، لم ترد إيران على معظم الضربات الإسرائيلية التي استهدفت بنيتها التحتية في سوريا، ولكن في عام 2018 قامت إيران بإطلاق صورايخ على المواقع الإسرائيلية وفي مرتفعات الجولان المحتلة، ويضاف إلى ذلك أن إسرائيل هي من نفذت عمليات اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين منذ عام 2010.
واتهمت إيران إسرائيل في عام 2021 بالانفجار الذي وقع في المنطقة النووية في نطنز، وحينها تعهدت إيران برد الضربة بشكل غير مسبوق، وفي المقابل التزمت تل أبيب بالصمت.