قال السفير أأحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد المشرف على قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، خلال الملتقى الإعلامي العربي: "يسعدني مخاطبتكم في إطار أعمال الملتقى الإعلامي العربي في دورته السابعة عشرة التي تشكل حلقة جديدة في سياق الإسهام القيم لمؤسستكم للنهوض بواقع الإعلام العربي، وذلك وفق مقاربة تشاركية هادفة تضع في الاعتبار الاول المصالح العليا للأمة العربية وفق أخلاقيات وميثاق شرف المهنة ، منوها بالجهود الموفقة التي يقوم بها الملتقى كشريك مميز في ترسيخ تعاوننا المشترك بصفته عضوا مراقبا في مجلس وزراء الاعلام العرب واللجنة الدائمة للاعلام العربي". وأضاف: "من هذا المنطلق، نحيي في جامعة الدول العربية، بكل اعتزاز، كافة مثل هذه المبادرات على امتداد وطننا العربي من أجل إرساء دعائم إعلام عربي متجدد ومتفاعل وطموح يسهم في تحقيق أعلى درجات التجاوب و التماثل البناء مع قضايانا العربية". وأكد أن الاعلام العربي يجد نفسه اليوم أمام اختبار حاسم، في ظل التحولات المذهلة التي طرأت على الممارسة الاعلامية وخاصة في ضوء بروز الإعلام الرقمي، وتزايد أعداد مستخدمي منصات وشبكات التواصل الاجتماعي، مقابل تراجع واضح لما يسمى بالإعلام التقليدي مما يطرح بعمق تساؤلات حول مستقبل المهنة. وتابع: "فالثابت أن كثيرا من المؤسسات العاملة في الحقل الصحفي والاعلامي اضطرت إما للتوقف الكلي أو مواكبة التحول الرقمي، بشكل أو بآخر، باعتماد نظام مختلط علما أن هذا التحول غير المسبوق زادت وتيرته مع تفشي جائحة. "كورونا " التي عكست تداعياتها ضرورة الإسراع بتحقيق الانتقال الرقمي". وقال: "اسمحوا لي في هذا الصدد، أن أتوجه بخالص عبارات الشكر والعرفان للجسم الصحفي العربي على أدائه في ظل الظروف الصعبة للجائحة، بكل نكران ذات ذات للقيام بالواجب المهني في التوعية الاجتماعية والصحية لدى عموم المواطنين عبر مختلف قنوات الاتصال". ومن هنا، فنحن مطالبون على النطاق العربي بالعمل على كسب رهانات هذا التحول لاعتبارات ذات أبعاد متعددة اجتماعية واقتصادية وتربوية وثقافية عبر مسايرة التطور التكنولوجي، وترسيخ دمقرطة الحق في الإعلام والاتصال، في نطاق ضوابط قانونية لحماية الفضاء الإعلامي من خطابات الإسفاف والتشهير بالأفراد والجماعات، والأخطر من ذلك، من الحمولات المحرضة على العدمية والتطرف والكراهية المهددة لقيم التماسك الاجتماعي والمقومات السيادية والوطنية .فالاعلام والمسؤولية وجهان لعملة واحدة. نحن مطالبون بالانفتاح على أنجح تجارب الانتقال الرقمي، وأفضل نماذج التطوير الاعلامي باستشراف أنماط مهنية خلاقة في اطار ضوابط حرية الراي والتعبير ضمن بنية تشريعية ملائمة لمسايرة تطور صناعة الإعلام، وتشجيع الاستثمار في الحقل الإعلامي وصقل المهارات التكنولوجية للمهنيين، من أجل الارتقاء بمؤسساتنا ومزاولة المهنة وفق نظم ومعايير محكمة تدبيرا وإنتاجا وتسويقا، بعيدا عن سلوكيات الانكفاء واستهلاك اخبار الآخر. وبموازاة ذلك، من الضروري إثراء المحتوى الإعلامي لمؤسساتنا الإعلامية بجعل مضامينه أكثر عمقا وتنافسية واحترافية، مع الأخذ بالاعتبار أن الطابع الآني لتدفق المعلومات والمعطيات عبر الاعلام الرقمي لا يمكن أن يكون على حساب قواعد نقل الخبر بأمانة ومهنية وموضوعية ومصداقية، وذلك بمبررات السرعة وتحقيق السبق الصحفي. وعلى هذا الأساس، تبرز الأهمية الملحة لنوع من التوازن في المشهد الإعلامي بين القطاعين العام والخاص، في نطاق تصور شمولي ومتناسق للنهوض بصناعة الإعلام، لما للاعلام العمومي من مسؤولية في التداول الدقيق للأخبار، والحد من السلوكيات المعيبة. إن الوسائط الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ظاهرة عابرة للحدود الجغرافية، وأدخلت كثيرا من المفاهيم في متحف التاريخ،والتي تخضع جلها لتطبيقات ذات منشأ غربي إذا ما استثنينا النموذج الصيني، تلكم الوسائط التي اصبحت انجع اداة لممارسة إعلام القرب والتواصل المباشر. ومن شأن دعم البرامج ذات الصلة بالتحول الرقمي، بصرف النظر عن التفاوتات القائمة بين البلدان العربية، تعبيد الطريق للتعامل الواثق مع التحديات الإعلامية، والاستغلال الأمثل لما يتيحه من فرص واعدة، في أفق إرساء إعلام عربي أكثر تأثيرا في الدفاع عن القضايا العربية مؤكدا على الحاجة الملحة لتعبئة قدرات مختلف المكونات والاجهزة الاعلامية العربية، بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي، في اعطاء زخم دولي قوي ، في هذا الظرف بالذات ، لصدارة القضية الفلسطينية المشروعة على المستويات الدبلوماسية والسياسية والحقوقية والانسانية اثر الاعتداءات الآثمة على قطاع غزة والضفة الغربية والانتهاكات الجسيمة في القدس وخاصة في محيط المسجد الاقصى المبارك من جديد، أود أن أشكر الملتقى الإعلامي العربي على الاعداد الجيد لتنظيم هذه الفعالية الهامة بالتعاون مع جامعة الدول العربية متمنيا لأعمال هذه الدورة كامل التوفيق وبلورة توصيات قابلة للانجاز تعكس بصورة متكاملة الانشغالات الحقيقية للعاملين في مجال الاعلام والاتصال وصناع الراي العام وواضعي السياسات الاعلامية في الوطن العربي.