افتتح رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح مساء أمس الأحد الملتقى الاعلامي العربي الثاني عشر ، تحت عنوان "إعلام التواصل وشبكات الاتصال" ، والذي يبحث تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على أفكار وسلوكيات المجتمع. حضر الاحتفال وزير الاعلام الكويتي ووزير الإعلام البحريني وعدد من السفراء العرب والأجانب من بينهم سفير مصر لدى الكويت عبد الكريم سليمان. وقال وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب الكويتي الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح فى كلمته ، بهذه المناسبة: "إن الملتقى الإعلامي العربي بدورته الحالية يتطرق إلى قضية إعلامية غاية في الأهمية لما يشكله إعلام التواصل وشبكات الاتصال من تأثير كبير على أفكار وسلوكيات مجتمعاتنا الشخصية وعلى الذهنية العربية. وأضاف أن التأثير الأكثر يكون على الفئات الشبابية، حيث أثبتت الدراسات أنهم الأكثر تعاملا واستخداما لوسائل الإعلام الجديدة ، وتابع: "في ظل التحول الكبير الذي طرأ على صناعة الإعلام لم يعد بالإمكان اعتباره مجرد وسيلة لتوصيل خبر أو معلومة بل بوصفه قوة تثري المعرفة وتؤثر في اتجاهاتنا وتشكل منهجيتنا نحو الحياة ومتغيراتها إلى حد صناعة أنماط من السلوك الإنساني ومدى تفاعلها مع محيطها الأسري والمجتمعي والوطني سلبا وإيجابا". وأوضح أن التطورات التكنولوجية الحديثة أحدثت منذ منتصف عقد التسعينات نقلة نوعية وثورة حقيقية في الإعلام الجديد مهدت الطريق لكافة المجتمعات للتواصل وتبادل الآراء والأفكار ، فأصبحت معه المواقع الالكترونية والمدونات الشخصية وشبكات المحادثة والاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي في مقدمة الوسائل التي تحقق التواصل بين الافراد والجماعات. وأشار وزير الإعلام إلى أن تلك الوسائل غيرت مضمون وشكل الإعلام الحديث ، لكنها شكلت في الوقت نفسه أخطر وسيلة اتصال وتواصل إعلامية لما تنقله من أفكار وثقافات سواء بين أصحابها ومستخدميها أو بين المستخدمين أنفسهم بما قد يحقق أحيانا فجوات وثغرات تسمح للاتجاهات الضارة والسلبية أن تنتقل إلى البعض. وأكد الشيخ سلمان الحمود أن القيادة السياسية العليا في الكويت ، وفي مقدمتها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء تؤمن إيمانا كاملا بحرية الإعلام وتبادل الرأي ونشره بكافة وسائل التواصل كما نص على ذلك الدستور الكويتي. وأضاف أن القيادة السياسية تؤكد -أيضا- الحرية المسئولة التي تساهم في بناء الإنسان وتطوره وتحقق للوطن التنمية والازدهار ، وتابع: "ومن هنا يقع علينا جميعا نحن العاملين في الحقل الاعلامي الرسمي والخاص مسئولية توعية المجتمع وبصفة خاصة النشء والشباب بكيفية الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل وشبكات الاتصال التي لا تعرف التوقف". وقال الشيخ سلمان الحمود: "إن وزارة الإعلام وإدراكا منها بأهمية وخطورة وسائل التواصل وشبكات الاتصال واكبت التطور الحاصل في وسائل الإعلام الجديد، فبادرت إلى استحداث قطاع الإعلام الجديد الذي يمثل تجربة رائدة للمؤسسات الإعلامية بالمنطقة العربية من أجل إيصال الخبر والمعلومة الحقيقية لمستخدمي هذا الإعلام الجديد". وأضاف أن ما تملكه الأجهزة والمؤسسات الإعلامية العربية الرسمية والخاصة من خبرات متراكمة وكوادر بشرية مؤهلة على أعلى المستويات يلقي على عاتق الإعلاميين مسئولية مضاعفة تتمثل في تأكيد القيم والمبادئ المجتمعية النبيلة لحماية مستخدمي وسائل الإعلام الجديد تجاه ما يحيط بأمتنا وشبابنا من ثقافات دخيلة على مجتمعاتنا وفكر متطرف سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات. وتابع: "يجب نبذ كافة الدعوات التحريضية على العداوة أو الكراهية الطائفية أو الدينية أو العنصرية أو ذات الصبغة الشخصية، التي تموج بها تلك الوسائل لما لها من دور متعاظم في تشكيل فكر وقناعات الأشخاص، فلنجعلها وسائل بناء لا هدم وتعزيز القدوة الإيجابية لتلك الاستخدامات".