ماما ماجي.. أستاذة جامعية كرست حياتها للأطفال المحتاجين

ليست أمًا تقليدية تركز اهتمامها على أسرتها وعملها فقط، بل كان لها اهتمام فريد من نوعه يتمثل فى تكريس كل حياتها لخدمة الأطفال الفقراء فى المناطق العشوائية.. إنها الأم ماجى جبران أو الأم تريزا المصرية كما يلقبها الفقراء.
منحت ماما ماجى كل وقتها وطاقتها للعمل على تحسين الأوضاع المعيشية والتعليمية لهؤلاء الأطفال البؤساء، واتجهت بقوة نحو تحقيق أهدافها فى هذا المجال، وتكلل مجهودها بأن أصبحت شخصية عالمية، وحصلت على تكريم من شخصيات وجهات دولية عدة.
ولدت ماجدة جبران فى 1969 بمحافظة أسيوط، وتخرجت فى كلية الهندسة، وعملت أستاذاً فى علوم الحاسب الآلى بالجامعة الأمريكية، وتزوجت من رجل أعمال ثري، وكان والداها طبيبين، الأب جبران جورجى، والذى تزوج من والدتها بعد ارتباطهما بقصة حب، وعاشت ماجدة جبران فى أسرة تشبعت بالحب والنجاح.
لديها 4 أشقاء 3 من الذكور وشقيقة واحدة، وماجى هى الأخيرة بحسب الترتيب، الأكبر طبيب قلب شهير، وولدان تخرجا فى كلية الهندسة، والشقيقة الوحيدة متزوجة من طبيب.
عاشت فى أسرة تهتم بالفقراء، وكان والدها يكرس عيادته للفقراء ويعطيهم العلاج بالمجان، وكانت عمتها تقيم معهم لأنها نذرت نفسها لله، وتفرغت لخدمة الفقراء وإقامة ولائم لهم، ثم تزوجت ماجى وأنجبت طفلين، تخرجت الابنة وتزوجت، والابن تقدم للرهبنة.
بدأ التحول فى حياتها عندما زارت حى الزبالين بالمقطم عام 1985، وشاهدت الفقر يمشى على قدمين متسختين وملابس مهترئة، ووجوه مغبرة، وفى نفس العام أنشأت مؤسسة «ستيفن تشيلدرن» الخيرية، ووجهت كل جهدها لخدمة الأطفال الفقراء وغسل أقدامهم، وقررت «جبران» التفرغ لهذا العمل وتكريس نفسها له بالاستقالة من عملها، وبعد فترة تركت منزل الأسرة وانتقلت للعيش وسط الفقراء حرصاً منها على بذل مزيد من الجهد.
بذلت كل طاقتها لتعليم وتدريب الأطفال والشباب فى المناطق الفقيرة، خاصة ممن لم يحصلوا على تعليم، وكذلك المساهمة فى تحسين الأوضاع المعيشية لأسرهم.
ومن خلال مؤسستها أنشأت أكثر من 90 مركزاً لتوفر الرعاية والتعليم لنحو 18 ألف طفل، كما تساهم فى توفير العلاج لأكثر من 40 ألف حالة مرضية سنويًا.
وحصلت على جائزة «صناع الأمل» فى دبى عام 2017، كما قامت هيئة الإذاعة البريطانية أخيراً بتسميتها كواحدة من بين 100 سيدة مُلهمة على مستوى العالم، وفى 2018 كرمها الرئيس السيسى ضمن احتفالية المرأة المصرية، وفى عام 2019 منحتها ميلانيا ترامب سيدة أمريكا الأولى، جائزة المرأة الدولية الشجاعة، ورشحها البرلمان الكندى لجائزة نوبل للسلام 5 مرات متتالية.