اتُهم مسؤول الشرطة الإسرائيلية النائب إيتمار بن غفير بصب الزيت على النار في مدينة القدس والوقوف بشكل من الأشكال وراء المظاهرات التي أشعلت شرارة العنف من جديد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فمن هو هذا النائب اليميني المتطرف الذي يبدو أن دخوله إلى الكنيست عزز مكانة صفة السياسي في إسرائيل؟ "المسؤول عن هذا هو إيتمار بن غفير". هذا ما قاله كوبي شبتاي، مسؤول الشرطة الإسرائيلية خلال اجتماع مع بنيامين نتنياهو، مضيفًا أن "النائب الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف ومناصريه هم السبب في وقوع أعمال عنف في مدينة القدس الأسبوع الماضي وهم من أثاروا غضب الفلسطينيين". لكن النائب إيتمار بن غفير رد الخميس الماضي قائلاً: "يتوجب إعفاء كوبي شبتاي من منصبه"، متهمًا في الوقت نفسه الشرطة "بعدم استخدام القوة بما يكفي للسيطرة على الوضع".ومن بين الأعمال الاستفزازية التي قام بها هذا النائب المثير للجدل، فتح مكتب تمثيلي للحزب الذي ينتمي إليه في حي الشيخ جراح الواقع شرق مدينة القدس، والذي تحول إلى رمز للاحتلال الإسرائيلي. وإضافة إلى هذا، قام مناصرو النائب إيتمار بن غفير من حركة "لاهافا"، وهي حركة تنشط لمنع الزواج بين اليهود وغير اليهود، نهاية أبريل الماضي بصب الزيت على النار حينما كانوا يرددون "الموت للعرب" قرب باب دمشق، وهو أحد مداخل المدينة القديمة في القدس.وعلى ضوء هذه الأحداث، قال المؤرخ سيمون إبستاين لفرانس24 "مسؤول الشرطة لم يكن ربما على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، لكنه كان محقًا عندما قال بأن النائب إيتمار بن غفير ومناصريه لعبوا دورًا في الأزمة". نشر الكراهية اقتحم إيتمار بن غفير عالم السياسية في إسرائيل وعمره لم يتجاوز 19 عامًا. وفي 1995، في أعقاب توقيع اتفاقيات أوسلو بين الطرف الإسرائيلي والفلسطيني، قام برفع رقم سيارة رئيس الحكومة آنذاك إسحاق رابين أمام الكاميرات قائلاً: "لقد تمكنا من تصوير رمز السيارة التي تقل رابين وهذا يعني بأننا بإمكاننا الوصول إليه". ولم تمر أسابيع عديدة بعد هذا التصريح ليتم قتل إسحاق رابين من قبل متطرف يهودي.وجه القضاء الإسرائيلي أكثر من خمسين مرة لإيتمار بن غفير تهمة "نشر الكراهية". درس الحقوق ليصبح بعد ذلك محاميًا "يدافع عن نفسه وعن كل المتطرفين والناشطين في التيار اليميني المتطرف بإسرائيل" حسب تصريحات دونيز شاربيت، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسرائيلية المفتوحة في رعنانا لفرانس24.في 2006 مثلاً، دافع إيتمار بن غفير عن شابين إسرائيليين اتُهما بالمشاركة في هجوم استهدف منزلاً في الضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل زوجين وطفلهما حرقًا. ويشارك هذا النائب المثير للجدل من حين إلى آخر في برامج تلفزيونية شهيرة، تلقى متابعة واسعة من قبل الإسرائيليين.وأضاف دونيز شاربيت أن "إيتمار بن غفير يستخدم خطابًا عدائيًا وعنيفًا، ويقول نحن اليهود الأقوى والأحسن وسنقمع العرب".