مع احياء اسرائيل الذكرى السنوية الثانية عشرة لاغتيال رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين أمس، وفق التقويم اليهودي القمري أثير جدل عاطفي حول ما إذا كان يجب السماح لقاتله المتطرف اليهودي ايجال عمير (37 سنة) بحضور ختان ابنه أو حتى العفو عنه. ويتزايد التعاطف مع عمير بين الإسرائيليين مما أرخى ظلالاً على الإحتفالات بذكرى اغتيال رابين في 4 اكتوبر 1995. وخلال العام الماضي، سمح لعمير الموضوع في زنزانة الانفراد باستقبال زوجته لاريسا تريمبوبلر التي تزوجها بالوكالة خلال وجوده في السجن، وهي تنتظر مولوداً في أي يوم. ويتزامن هذا مع حملة عامة يقودها متطرفون وذوو عمير لضمان اطلاق مبكر له من السجن. ووزعت 150 ألف نسخة من أشرطة فيديو وملصقات وغيرها يظهر فيها ذوو عمير ومنهم أمه وزوجته ومناصروه، متعهدين اطلاقه بحلول الربيع المقبل "باسم حقوق الإنسان" و"المصالحة الوطنية". وقال ايتامار بن غفير الذي ينتمي الى جمعية تدعم عمير: "إذا كانت اسرائيل مستعدة لاطلاق ارهابيين من أجل السلام فاستناداً الى المبدأ نفسه نطالب باطلاق ايغال عمير". وأضاف: "لا نؤيد عمل ايجال عمير على رغم اننا نعتبر اسحق رابين خائناً. ونحن نحتج على رياء اليسار الاسرائيلي الذي لا يعترض على اطلاق مروان البرغوثي"، أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية الذي اعتقل عام 2002 وحكم عليه في يونيو 2004 بالسجن المؤبد لاشتراكه في هجمات. غير أن وزير الأمن الداخلي آفي ديختر قال: "أنوي العمل على نحو يضمن ان يمضي ايغال عمير بقية أيامه في السجن. هذا الشخص أقرب ما يكون الى محكوم عليه بالإعدام. لذلك فإني أعتقد أن خفض مدة سجنه غير منطقي وغير ممكن". واعتبر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس أن "الوسيلة الفضلى ربما لاحياء ذكرى رابين هي أن نعي أننا عدنا اليوم الى طريق السلام بعد توقف استمر 12 سنة عقب موته"، مشيراً الى المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية الجارية تمهيداً لعقد اجتماع دولي عن الشرق الأوسط في الولاياتالمتحدة قبل نهاية السنة الجارية. الى ذلك، نظم مركز رابين في القدس حصصاً دراسية خاصة حول مزايا الصبر واللاعنف والحوار والديموقراطية التي كان يتحلى بها رئيس الوزراء الراحل. وشارك العديد من المسؤولين بعد الظهر في إضاءة شموع في مقر اقامة الرئيس شمعون بيريس في القدس. وسيقام احتفال رسمي آخر اليوم في جبل هرتزل حيث ضريح رابين. وتعقد الكنيست اليوم أيضاً جلسة موسعة تجري خلالها مناقشة خاصة في شأن ذكرى رابين. وقال عمير، وهو يهودي متدين من اليمين المتطرف انه كان يسعى الى نسف اتفاقات أوسلو الموقعة مع الفلسطينيين والتي حاز رابين بفضلها جائزة نوبل للسلام. وسلمت الشرطة الإسرائيلية داليا رابين، ابنة رابين، تسجيل استجواب عمير بعد ساعات من عملية الاغتيال. وقال عمير: "رأيت رابين ينزل عن المنصة وقررت قتله للقضاء عليه سياسياً. لست آسفاً على شيء، والله يحفظني". وأكد أنه كان في امكانه ذاك المساء أن يقتل أيضاً بيريس، لكنه تراجع لأنه "هدف ثانوي".