قال القس يوساب عزت أستاذ القانون الكنسيّ والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينية: يهوذا الإسخريوطي، هو واحد من تلاميذ المسيح الإثني عشر ويسمى أيضا بيهوذا سمعان الإسخريوطي، اسمه يهوذا معناه بالعبرية (الحمد) ومن لقبه الإسخريوطي نستدل بانه كان من مدينة تسمى قريوط تقع في جنوب مملكة يهوذا والتي ذُكرت في العهد القديم أو قد يكون من مدينة موآب الحصينة المذكورة أيضا في العهد القديم. تابع يوساب فى تصريحات خاصة لبوابة الفجر: وكان كتبة الأناجيل يركزون على ذكر لقبه لتمييزه عن الرسول يهوذا تدَّاوس ولذلك يمكننا أن نقرِّر أن يهوذا الإسخريوطي كان يهوديًا من قريوت، من مقاطعة اليهودية. إذًا فهو التلميذ الوحيد الذي انحدر من اليهودية، بينما جاء كل التلاميذ الآخرين من الجليل. لقد خرج «الإسخريوطيّ» من نفس السبط الذي طلع منه ربنا يسوع المسيح حسب الجسد ويا له من امتياز كان يجب أن يُشعره بالألفة والقُرب للرب يسوع المسيح أكثر من جميع التلاميذ، وهو الأمر الذي لم يحدث على الإطلاق من جانب يهوذا. وأضاف: وبحسب الأناجيل فإن يهوذا الإسخريوطي هو التلميذ الذي خان يسوع وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة ( كانت الثلاثين فضه وقتها ثمن شراء حمل ) وبعد ذلك ندم على فعلته ورد المال لليهود وذهب وقتل نفسه، وبعد قيامة يسوع من الموت اختار الرسل متياس بديلا عن يهوذا ليكون من جملة الاثني عشر. وتابع: لقد اختار الرب يسوع «يهوذا الإسخريوطيّ» تلميذًا وهو يعلم تمامًا ماذا سيفعل (يو6: 70)، وأعطاه الفرصة الكاملة، كما يُعطي لأي إنسان شرير على الأرض، لأنه لا يعاقب على إثم قبل حدوثه، ولا يمنع إنسانًا من فرصة طيبة يمكن أن يقتنصها، حتى يسكت كل فم، ولا يحتج أحد أمام الله بأنه لم يُعطَ فرصته الكاملة في أرض الأحياء وهنا يمكن أن نقف مشدوهين، إذ كيف يحب المسيح ذاك الخائن، ويُطعمه ويأويه، وهو يعلم أنه يقترب من الخيانة يومًا بعد يوم.. ولكن «يهوذا» يُعطينا نموذجًا عجيبًا على صبر المسيح وحنانه وإشفاقه على أشر الخطاة والاثمة. أختتم: ولقد تألم السيد المسيح بطرق شتى، فعليه سالت قطرات عرق وكأنها دم، وعليه لُطم بأيدي العبيد وبُصقَ أيضا، ومزقهُ الشوك، أما ساكبة الطيب فقدمت أغلي ما عندها للسيد المسيح... فماذا نقدم نحن ؟ كانت هذه تقدمة شكر للمسيح الذي أقام أخيها والسيد المسيح ليس فى حاجة الى طيب ولا الشهداء فى حاجة الى نور الشموع لكن المرأة سكبت الطيب تكريما للمسيح فقبل ورع قلبها (القديس جيروم )؛ فيهوذا اهتم بمظهر الأمور اما ساكبة الطيب فحظت بحبك المخزون.