لم تتوقف محاولات الاستفزاز الإثيوبي لمصر والسودان بشأن سد النهضة، باتهامهما أنهما لا يتفاوضان بحسن نية، لتستمر مصر في الحشد الإفريقي لقضيتها وإطلاق مسار تفاوضي جاد. ويرصد "الفجر"، استمرار استفزاز إثيوبيا لمصر والسودان بشأن سد النهضة. استعداد الملء الثاني لسد النهضة في خطوة مستفزة، تداولت صورة التقطتها الأقمار الصناعية، استعداد إثيوبيا للملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق مع مصر والسودان. وأظهرت الصورة توقف عبور المياه من أعلى الممر الأوسط من السد، واندفاعها من البوابتين العلويتين فقط، لتجفيف الممر الأوسط تمهيدًا لصب الخرسانة وتعلية الممر إلى مستوى 595 مترا فوق سطح البحر، وتجهيزه لتخزين إجمالي 18.5 مليار متر مكعب في يوليو القادم. إثيوبيا تخطر مجلس الأمن ورغم مغالطتها الكثيرة وتحركاتها الأحادية، استبقت إثيوبيا مصر والسودان، ودعت أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى حثهما على العودة إلى المفاوضات الثلاثية بشأن ملء سد النهضة وتشغيله السنوية، واحترام العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي. وقال نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ووزير الخارجية، دمقي مكونن، في رسالة موجهة إلى الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، إن مصر والسودان لا تتفاوضان بحسن نية وليستا مستعدتين لتقديم التنازلات اللازمة للوصول إلى نتيجة مربحة للجانبين، مشيرًا أن البلدين اختارا "إفشال" المفاوضات و"تدويل" القضية لممارسة ضغط لا داعي له على إثيوبيا. تحركات مصر في الوقت ذاته، يظهر حسن النية لمصر وهدفها إطلاق مسار تفاوضي جاد، بجولة وزير الخارجية سامح شكري في عدد من الدول الإفريقية؛ لشرح تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري حياله. وتتضمن زيارة وزير الخارجية المصري دول: كينيا وجزر القُمُر وجنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس. وقالت الخارجية، إن جولة "شكري" تأتي انطلاقًا من حرص مصر على إطلاع دول القارة الإفريقية على حقيقة وضع المفاوضات حول ملف سد النهضة الإثيوبي، ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، قبل الشروع في عملية الملء الثاني لبحرية السد واتخاذ أي خطوات أحادية.