اوضح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار ان فكرة بناء متحف الحضارة بدأت منذ عام 2019، مشيرا ان نقل الآثار يتم بصورة دائمة من متحف لمتحف ومن مكان لآخر. جاء ذلك في ندوة المومياوات الملكية التي اقيمت خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جامعة عين شمس العلمي التاسع المقام تحت رعاية ا.د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور ا.د. محمود المتيني رئيس الجامعة، ا.د. عبد الفتاح سعود نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، ا.د. ايمن صالح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، ا.د. هشام تمراز نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ولفيف من السادة عمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. واستعرض ا. د خالد العناني كيف جاءت فكرة موكب نقل المومياوات، متذكرا موكب الاستقبال الحافل لمومياء توت عنخ امون بفرنسا عام 1976. موضحا ان المتحف المصري بالتحرير لم يعد قادرا علي استيعاب الكم الهائل من الآثار بداخله، واضاف باهتمام الدولة باخراج الحدث بشكل لائق وأن يجري تطوير كل نقاط السير الخاصة بالموكب، وبالفعل تم تطوير واجهة وسور المتحف المصري، ميدان التحرير، مرورا بسور مجري العيون ومنطقة بحيرة عين الصيرة، مؤكدا ان هذاةالتطوير قد ساهم فى تقديم الصورة المبهرة التي ظهرت امام العالم، كما اوضح سيادته ان متحف الحضارة ليس مخصصا فقط للاثار المصرية القديمة ولكنه متحفا لحضارة مصر عبر العصور. كما القي ا.د. ممدوح الدماطي عميد كلية الآثار بالجامعة ووزير الآثار السابق الضوء علي الملوك والملكات الذين تم نقلهم الي متحف الحضارة، موضحا، انه بالنظر لموكب المومياوات الملكية سنجد انه ضم 22 ملك وملكة من اعظم ملوك التاريخ، حيث ضم الموكب الملك سقنن رع الذي قاد حرب تحرير مصر من الهكسوس والتي أكملها من بعده ابنيه كاموس واحمس، تحتمس الأول والثالث الذي يعد اعظم قائد عسكري في التاريخ حيث انه لم يهزم في اي معركة طوال 17 حملة عسكرية، وقام بتوسعة حدود مصر كما كلف وزيره بإقامة الحق والعدل وايضا رمسيس الثاني قائد معركة قادش الذي حكم مصر طيلة 66 عاما، وصاحب اول معاهدة سلام في التاريخ مع الحيثيين، الي جانب الملكة حتشبسوت اعظم ملكة في التاريخ، موضحا انه تم اكتشاف هذه المومياوات بخبيئتين حيث تم نقلهم لها في عصر الدولة الحديثة بعد انتشار سرقة المقابر للمحافظة عليهم. وعن سبب اتجاه المصريين القدماء للتحنيط اوضح ا.د. محمد ابراهيم استاذ ووزير الآثار السابق ان المصري القديم آمن بالحياة الثانية بعد الموت لذلك اهتم بالحفاظ علي مكونات الانسان ومنها جسده لكي يكون صالحا عند عودة الروح اليه، مستعرضا طرق التحنيط بغرض الحفاظ علي الجسد من البكتيريا، حيث كان المصريون القدماء يقومون باخراج الأمعاء والقلب وحفظها في اواني تحت حراسة الآلهة، واستخدام ملح النيترون لتجفيف الجسد ومنع نشاط البكتيريا ثم تأتي مرحلة لف الجسد بلفائف بأستخدام الشمع او الصمغ لعزله تماما عن اي نشاط بكتيري قد يؤدي الي تحلل الجسد، مضيفا انه بعد اتمام عملية التحنيط، التي تستمر لحوالي 40 يوما، تأتي مرحلة التجهيز للدفن بعد قراءة التعاويذ والترنيمات التي تمكنه من العيش في العالم الاخر.