قال المهندس أحمد حامد، الخبير التكنولوجي، إننا في السابق كان مصطلح «المنزل الذكي» حكرًا على الأغنياء أو الخبراء التقنيين، نظرًا للتكلفة العالية والتعقيدات التقنية التي يتطلبها تجهيز منزل يعتمد على الأجهزة الإلكترونية الذكية، ولكن مع تقدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبح بالإمكان تحويل بيتك إلى منزل ذكي بكل سهولة وبتكاليف في متناول يد الجميع طبقا لاحتياجاتك. وأضاف "حامد"، في مداخلة هاتفية عبر الفضائية المصرية، أنه قد يعتقد البعض أن المنزل الذكي هو عبارة عن التحكم بالإضاءة أو الستائر أو أنظمة التدفئة والتبريد بالمنزل عن طريق الإنترنت أو أجهزة الهاتف الذكي، ولكن هذا المفهوم في عصرنا الحالي قد اتسع ليشمل مصابيح الإضاءة ومقابس الكهرباء والأجهزة الأخرى والتي يمكنك التحكم بها أتوماتيكيا أو يدويا من خارج بيتك. وأوضح أنه مع التقدم الكبير في تكنولوجيا تصنيع الأجهزة الإلكترونية أصبح بمقدورنا أن ننشئ شبكة متكاملة من الأجهزة الذكية مرتبطة ببعضها البعض وسهلة التركيب والصيانة والتحكم؛ فقديمًا كان يتكون المنزل الذكي من مفاتيح وأجهزة استشعار متصلة بوحدة مركزية يتم التحكم فيها من خلال واجهة مستخدم تتفاعل مع أجهزة اتصال خاصة يتم تركيبها على الحائط أو عن طريق برامج مركزية تعمل على الهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي؛ أما الآن فأصبح إنشاء مثل هذه الأنظمة الذكية سهلا ولا يتطلب أي تعقيدات فنية؛ فيمكنك عن طريق جهاز الهاتف الذكى التحكم الكامل في منزلك او مكتبك ليؤدي بعض الأنشطة والمهام التي تستهدف توفير الوقت والمال باستخدام أجهزة إلكترونية بسيطة ترتبط مع شبكة الاتصال اللاسلكية في منزلك لتمكنها من التواصل ببعضها والاتصال بالإنترنت والسماح لها بتبادل المعلومات. ولفت إلى أنه يجدر الإشارة إلى أن أنظمة المنزل الذكي بالإضافة إلى إمكانياتها في زيادة جودة الحياة فهي توفر أيضا معايير عالية من الأمان باستخدام الأجهزة الأمنية المرتبطة بالشبكة فعلى سبيل المثال: الأبواب الإلكترونية: باستخدام الأقفال الذكية المصنعة طبقا لمعايير أمنية يمكن لقاطني المنزل الدخول الآمن باستخدام بصمات الأصابع أو إدخال أرقام سرية خاصة بالشخص أو باستخدام هواتفهم الذكية أو الاثنين معا؛ بالإضافة إلى تخزين أوقات الدخول والخروج وذلك بدون حمل مفاتيح قد تفقد؛ بل أن بعض الأنظمة قد تستشعر وجود الشخص عن طريق أجهزته الذكية وتفتح الأبواب تلقائيا في حال اقترابه منها. كاميرات المراقبة: تمكنك هذه الأنظمة من الاتصال بكاميرات المراقبة الذكية الموجودة في المنزل من خلال الهواتف الذكية الكمبيوتر المحمول لرصد الأنشطة داخل المنزل وتسجيل لقطات الفيديو وأرشفتها على وحدات تخزين محلية أو على وحدات تخزين سحابية مع إمكانية استرجاع هذه التسجيلات حيث توفر راحة البال لأصحاب المنازل فتسمح لهم بمراقبة منازلهم عن بعد وتتيح ضبط الاقتحامات وعمليات التسلل بل وتستطيع بعض الأنظمة تحديد الفرق بين المقيمين والزوار والحيوانات الأليفة ويمكنها تلقائيا من التواصل مع السلطات والمراكز الامنية في حال ضبط أي متسلل. أنظمة السلامة: يمكن باستخدام مستشعرات خاصة الكشف عن تسرب الغازات القابلة للاشتعال أو استشعار عن الحرائق باستخدام كاشفات الدخان والتواصل مع الجهات المختصة لضمان الاستجابة في الوقت المناسب. رعاية المرضى وكبار السن: تستطيع بعض أجهزة المراقبة الخاصة رصد لكبار السن داخل المنزل بشكل مريح وآمن، حيث يمكن ربط أجهزة الاستشعار الطبية بنظام التنبيه والإنذار لإرسال إشعارات عند حدوث بعض الأحداث للمريض لأخذ الإجراءات اللازمة لتسهل التعامل مع الحالات الحرجة للمرضى وكبار السن بالمنزل وذلك بدلًا من الانتقال إلى دار تمريض أو دار العجزة لتوفير الرعاية المنزلية بل ويمكن لبعض الأجهزة إرسال التقارير بصورة دورية للطبيب المعالج لمتابعة الحالة؛ ويتوفر للمنزل الذكي العديد من الأنظمة الأمنية المتكاملة بالإضافة للأنظمة السالف ذكرها والتي تعمل في تناغم كالأوركسترا لتوفر راحة البال للمستخدم عند عملها معها بل وتتعلم من الأحداث والسلوكيات الدورية في المكان فمثلا عند السفر يمكن للنظام إنشاء جدول زمني عشوائي للتبديل بين تشغيل إطفاء الأضواء والأنظمة المختلفة ليشير بوجود سكان مقيمين.