شهدت الساعات الماضية إثارة غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن فيديو يظهر فيه شخص يتحرش بطفله عمرها أقل من 10 أعوام، ومحاولة هتك عرضها، مما أدى إلى مطالبة عدد من أعضاء مجلس النواب بتوقيع أقصى عقوبة على المتحرش، وتغليظ عقوبة التحرش، لذلك أعلن بعض النواب عن تقديمهم بتعديل تشريعي لتشديد عقوبة التحرش بالأطفال، مؤكدين أن ما يرتكب هذه الأفعال المشينة غير متزن عقليا. في هذا الصدد، أعلن الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، عن تقدمه بتعديل تشريعي لتشديد عقوبة التحرش بالأطفال، لا سيما بعد واقعة المعادي الشهيرة وفي ظل تكرار حوادث التعرض للأطفال، وما يترتب عليه من أذى بدني ونفسي للمجني عليهم. وأوضح "أبو العلا"، أن مقترح التعديل ينص على إضافة فقرة جديدة لنص المادة 306 مقرر (ب) من قانون العقوبات وتنص على: "أن تكون العقوبة السجن مدة لا تجاوز 7 سنين إذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة لا يزيد على 12 سنة ميلادية كاملة الطفل". وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالطفل، وفقًا لما نص عليه الدستور والقوانين المتعاقبة للطفل واتفاقية حقوق الطفل والتي كانت مصر من أوائل الدول التي صدقت عليها، مما يعني اهتمام الدولة بالأطفال والالتزام بحمايتهم من أي اعتداء، وخاصة الاعتداءات الجنسية والجسدية لما تخلفه من أضرار نفسية بالغة. كما أعلن النائب عبد المنعم إمام أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، عن تقدمه خلال الأيام المقبلة بمشروع قانون لتغليظ عقوبة الاعتداء الجنسي على الأطفال. وقال النائب عبر صفحته الشخصية فيس بوك: إن التعديل سيتضمن ادراج هذه الجريمة كجناية وعدم اعتبارها تحت مسمى التحرش، كما سيتضمن التعديل تعريف واضح للمتحرش وتغليظ عقوبته. وأضاف عضو مجلس النواب، إلى أنه لابد من التفريق بين عقوبة التحرش اللفظي وبين عقوبة التحرش الجسدي باللمس على أن تكون الأخيرة مشددة وغليظة، حتى يكون هناك ردعا لكل من تسول له نفسه المساس بأطفال ونساء مصر. وقالت الدكتورة جيهان بيومي، عضو مجلس النواب، إن واقعة التحرش بطفلة المعادي التي تم تداولها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ستؤثر في نفسية الطفله على المدى البعيد، وقد لا تمحى من ذاكرتها عندما تكبر في العمر. وأضافت "بيومي" في تصريح لبوابة "الفجر"، أن التحرش الجنسي أصبح مرض يجري في عروق بعض الشباب لإشباع رغباتهم، على حساب إهانة وابتزاز الفتيات والتسبب لهم في أذى نفسي يستمر معهم طوال حياتهم، مؤكدة أن ما حدث من محاولة هتك عرض تلك الفتاة تعتبر حالة فردية من شخص مريض لا يفكر إلا في رغباته الجنسية، مطالبه باتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه هذا المتحرش، وتطبيق أقصى عقوبة عليه حتى يكون عبره لمن تؤول إليه نفسه بارتكاب مثل هذه الأفعال المشينة. ووجهت النائبة تحية شكر وتقدير إلى السيدة الشجاعة التي كشفت تلك الواقعة من خلال كاميرات المراقبة، والتي ضربت أروع الأمثلة على بسالة المرأة المصرية في شجاعتها وعدم خوفها في مواجهة الذئب البشري الذي كاد أن تروح ضحيته طفله بريئه، متابعه: "وهذا ليس بجديد على عظيمات مصر". وطالبت النائبة صبورة السيد، عضو مجلس النواب، بتعديل عقوبات هتك العرض والتحرش لتشمل الأطفال أيضا وذلك بعد واقعة التحرش بطفلة المعادي التي تم تداولها في السوشيال ميديا. وقالت صبورة السيد، فى بيان لها، إن حادثة طفلة المعادى منظورة أمام القضاء، لكن لابد من تعديل القانون لأن جريمة التحرش وهتك عرض طفلة في حد ذاتها غير آدمية ولا بد أن تكون لها عقوبة خاصة مغلظة متابعة:" هناك أمثلة عديدة حدثت من قبل لذا لا بد من وجود ضوابط أكثر لمنع هذه الظواهر". وطالبت عضو مجلس النواب، الحكومة ومجلس النواب بتقديم تعديلات على قانون العقوبات وكل مواد التحرش وهتك العرض وتغليظ العقوبات، مؤكدة أن العقوبات الحالية غير رادعة خاصة ان كل فترة تقع حادثة ولا يبالي المتحرشين من تكراراها. وقال النائب عبدالفتاح محمد عبدالفتاح، عضو مجلس النواب، على واقعة التحرش بطفلة المعادي التي تم تداولها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلا: إن هذا الرجل كان يتظاهر أمام الجميع بأنه رجل تقي، من خلال الصور المنشورة على صفحته الشخصية بالفيسبوك، ولكن الله فضحه لكثره أفعاله المنحرفة". وأكد "عبدالفتاح" في تصريح لبوابة "الفجر"، أنه سلوك مشين من شخص غير سوي عقليا حتى يتحرش بطفله صغيره، خاصة وأنه متزوج ولديه أسرة وأطفال صغار، مشيرا إلى أن الدولة المصرية بقضاءها العادل سيكون لها دورا في تطبيق العدالة في هذه القضية التي أثارت غضب الرأي العام عقب مشاهدتهم للفيديو، مطالبا بتطبيق أقصى عقوبة على أي متحرش. وأشاد عضو مجلس النواب، بالموقف العظيم للسيدة التي ظهرت في الفيديو وقامت بفتح الباب عندما وجدت هذا الشخص يقوم بأعمال غير لائقه، وإنقاذ الفتاة قبل هتك عرضها، مشددا النائب على ضرورة فضح مثل هؤلاء المتحرشين سواء في المواصلات أو الشوارع أو أي مكان يتم التحرش فيه، منوها على ضرورة عدم السكوت عن هذه الأفعال المشينة، لأن الصمت يؤدي إلى تكرار مثل هذه الأفعال، بينما فضح هؤلاء يؤدي إلى الحد منها. وطالبت النائبة هند رشاد، عضو مجلس النواب، بتغليظ عقوبة التحرش وتوقيع أقصى عقوبة على المتحرشين، خصوصا في الوقائع التى تكون مثبتة بالصوت والصورة، مؤكدة أن هذه الظاهرة تؤثر سلبًا على المجتمع، مما يستوجب ضرورة أن يكون هناك عقاب رادع للقضاء على هذه الممارسات الفردية التى تشوه الصورة العامة للمجتمع وتعيدنا للعصور والقرون الوسطى. وأوضحت "رشاد" في بيان لها، أن مواجهة هذا الأمر يتطلب تقويم السلوك، والعمل على خلق جيل يعى المسئولية ويدرك أن المرأة هى الأم والأخت والزوجة والبنت ويجب الحفاظ عليها. وقالت "رشاد" إن القانون تضمن عقوبات تتراوح بين الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 3 آلاف جنيه، ولا تزيد على 5 آلاف جنيه، والحبس سنة وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه، والحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 20 ألف جنيه، الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنين والغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه، وذلك وفقا لطبيعة الواقعة سواء التحرش اللفظى أو الجسدى. وطالبت النائبة، بإعادة النظر فى هذه العقوبات ومضاعفتها لتبدأ الغرامة ب 50 آلاف جنيه، والحبس مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد على 15 عاما، مؤكدة أن هذا الأمر ليس مبالغة فى العقوبة ولكن للقضاء على الظاهرة السلبية فى المجتمع. كما طالبت عضو مجلس النواب، الوزارات المختلفة بتضافر الجهود للقضاء على هذه الممارسات، سواء فى المدارس ومن خلال الندوات والتثقيف، ومختلف وسائل الإعلام، ورجال الدين عليهم دور كبير فى هذا الصدد، ومن قبل الأسرة يجب أن يكون لها دور رئيسى فى هذا الصدد، وأن نعلم أولادنا أن المرأة هى الأم والاخت والبنت والزوجة يجب أن نحافظ عليها، معلنة عن تدشين حملة بنفس العنوان لتوعية المجتمع بأهمية القضاء على الظواهر السلبية وفي مقدمتها التحرش. قالت النائبة هالة أبوالسعد، عضو مجلس النواب، إن التحرش بطفلة في المعادي ليس جريمة عادية. وتابعت "أبوسالعد"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، أنه لا يوجد نص صريح لعقوبة التحرش بالطفل، مردفة: "نحتاج لتغليظ العقوبات". وأكدت عضو مجلس النواب، أنه لا بد من مواجهة مشكلة التحرش، وذلك من خلال معالجة الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، كي نعطى الآمان للمجتمع. ولفتت إلى أهمية علاج الطفلة نفسيًا بعد جريمة التحرش التي ارتكبت ضدها لأنها تأثرت نفسيًا بشكل مباشر، موجهة تحية تقدير واحترام وإجلال وامتنان للسيدة التي هبت مسرعة لإنقاذ الطفلة من التحرش بها. وكانت ألقت قوات الأمن قد ألقت القبض على المتهم بالتحرش بطفلة في المعادي، ويدعي "محمد. ج"، بعدما انتشر فيديو للواقعة في مدخل عمارة بمنطقة المعادي. وتمكنت أجهزة الأمن بالقاهرة، من إلقاء القبض على المتهم، وتبين اختفائه في إحدى الشقق محاولًا التخفي، وجرى التحفظ عليه، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق. ونشرت وزارة الداخلية صورة للمتهم أثناء القبض عليه باحدي الشقق في المعادي، وذكرت مصادر امنية أن القبض على المتهم جاء بعد محاولته الهرب والتخفي بإحدى الشقق. وأفادت التحريات، بأن كاميرا المراقبة المثبتة في معمل تحاليل، كشفت دخول المتهم والطفلة المجني عليها، وارتكاب الجريمة، قبل أن تخرج مكتشفة الواقعة، وتواجهه بما فعل، ليلوذ بالفرار. وبدأ فريق من نيابة حوادث جنوبالقاهرة التحقيقات، بعد القبض على المتهم، وفور تلقيها بلاغ من خط نجدة الطفل، كلفت النيابة العامة الجهات المعنية بالعثور على الطفلة، التي تبين أنها بائعة مناديل.