تحولت مواقع التواصل الاجتماعى مؤخراً إلى منصة للدفاع عن كنيسة البازيليك بحى مصر الجديدة، بعد تردد أقاويل تشير إلى أن الحكومة تنوى إنشاء كوبرى على مقربة منها، ما قد يهدد أساساتها، ويأتى الدفاع عنها ليس لكونها دار عبادة للطائفة الكاثوليكية فقط، ولكن لكونها تراثًا أُثريًا وسياحيًا مهمًا يؤرخ لمرحلة فى عمر الوطن. وٌضع حجر أساس الكنيسة عام 1911 وقد صممها على الطراز البيزنطى المهندس الفرنسى ألكسندر أوغست لويس مارسيل، وكان أستاذاً للعمارة بكلية الفنون الجميلة، وقد صمم كاتدرائية آيا صوفيا بتركيا على نفس الطراز. وانتهت أعمال التشييد وتم افتتاح الكنيسة عام 1913، وهى تقع أول شارع الأهرام بحى هليوبوليس الراقى بمصر الجديدة، وسميت باسم السيدة العذراء مريم، وأنفق على الإنشاءات البارون إدوارد إمبان، وهو مهندس ورجل أعمال بلجيكى يهوى التنقل من بلد إلى آخر لوضع بصماته المعمارية فى كل بلد يصل إليه، وفى نهاية القرن التاسع عشر كانت نهاية رحلاته فى مصر، حيث أحبها وأوصى أن يدفن بها وتحديداً فى كنيسة السيدة العذراء التى أنشأها بالحى الهادئ، والتى افتتحتها ملكة بلجيكا فى ذلك الوقت. ويطلق على الكنيسة عدة أسماء، منها كنيسة البارون نسبة إلى مؤسسها، وبارون هو لقب يطلق على صفوة المجتمع مثل لقب باشا، وأيضاً يطلق عليها كنيسة البازيليك وهى كلمة يونانية تعنى «ملكى الحكمة» وتطلق عادة على القصور الملكية، وبالرغم من أن إمبان توفى فى بلجيكا إثر إصابته بالسرطان ولكن عاد جثمانه ليدفن فى مصر وتحديداً بهيكل الكنيسة أسفل موضع القساوسة أثناء الصلوات، ويغطى القبر علم بلجيكا حيث كان إمبان جنرالاً فى الجيش. ونقلت ملكية الكنيسة إلى ابنه الثانى فى الترتيب لويس، والذى تبرع بالكنيسة للطائفة الكاثوليكية التى ينتمى إليها وأسرته، والكثير من الكنائس الكاثوليكية فى هذا العصر صممت على الطراز البازيليكى أو الملكى، من بينها كنيسة سانت تريز بحى شبرا مصر، وتخضع الكنيسة دينياً لطائفة اللاتين الكاثوليك، والتى يترأسها بابا الفاتيكان.