قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: ونحن في زمن الكورونا وانتشار هذا الوباء ومع الإجراءات الاحترازية وتقليل الخروج ونحن نتكلم عما يمكن أن نصنعه في البيت مع الأسرة وتحدثنا عن "الأسرة والكتاب المقدس" والأسرة والحوار" واليوم سوف نتكلم عن "الأسرة والتدبير" وكما قال القديس بولس " أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ، الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ، الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ " وسوف نتكلم عن "المدبر فباجتهاد" كلمة التدبير تساوي في الأمور المدنية كلمة الإدارة وهى موجودة في المصانع والشركات وحسن الإدارة يؤدي إلى نتائج ناجحة، البيت أيضًا يحتاج إلى إدارة. تابع البابا تواضروس خلال عظته الأسبوعية من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية: تربية الشبع ويجب أن نربي أولادنا على تربية الشبع ليس المقصود الشبع المادي أو شبع من الطعام ولكن بصفة عامة الشبع أن تكون عينيه مليانه، شبعان نفسيًا وروحيًا وجسديا واجتماعيا، وتربية الشبع نسميها روح القناعة ولا يكون شخص متذمر أو فيه روح الطمع، والشبع غير مرتبط بفقر أو غنى " اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ " كما يعلمنا سفر الأمثال، وأقصد هنا الشبع ضد عوامل الاستهلاك. مضيفا: تربية البركة: دائمًا ربي في البيت روح البركة وكما قال الكتاب " بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلاَ يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا " وكما في معجزة اشباع الجموع كانت كمية الطعام المتوفرة قليلة ولكن عندما باركتها يد الله تباركت وأكل كل الموجودين وفاض منهم، هذه هي تربية البركة أن الله يبارك، ومن التقاليد القبطية أننا نصلي قبل الأكل ونقول "يأرب بارك هذا الطعام" "يأرب نعمة أحفظها من الزوال" لأن هناك ملايين في العالم لا يجدوا الطعام، وأنت تعيش في بركة الطعام وبركة الماء، ربي ابنك أن يشعر بموجود البركة داخل البيت، والبركة شكل من أشكال الأمان والإيمان. تابع مضيفا: تربية الوقت وهى أن يشعر الإنسان بقيمة الوقت "أحرسنا يارب من تسويف العمر باطلًا" وتربية الوقت مرتبطة بصفة الصبر ويقول لنا في سفر الجامعة " صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ " الله يجعل كل شيء حسنًا في وقته وهذا معنى تربية الصبر " بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ "، ونحن في زمن عجيب كل شيء بسرعة برغم أن الله خلق الحياة على مفهوم الصبر "الله خلق الريف والإنسان صنع المدينة" الريف زراعي والزراعة تعلم الصبر، وسكن المصريين بجانب النهر وعملوا بالزراعة فعلمتهم روح الصبر ولذلك المصري يتميز بين شعوب العالم بروح الجلد والصبر.