حريقًا استمر لما يقرب من 40 ساعة، بالقرب من الطريق الدائري وحي الهرم، تسبب في ترك قاطني العقار محل الحريق والعقارات المجاورة، شققهم دون معرفة مصيرهم بعد ذلك. المتهم الرئيسي في حادث حريق الدائري، هو مالك مصنع الأحذية المُتسبب في إندلاع النيران والعقار ذاته، ويدعى "سمير.ح"، وعُرف ب" أسطورة الكوتشي المقلد"، كما وصفه الكثيرين. داخل غرفة العناية المركزة بإحدى المستشفيات، يرقد صاحب العقار المُشتعل، " بين الحياة والموت"، لتلقى العلاج تحت حراسة أمنية مشددة، بعد علمه بحريق " شقى عمره" ليفقد كل شيء في لمح البصر. بدأ المعروف ب" أسطورة الكوتشي المقلد"، حياته المهنية كبائع ل"الشباشب البلاستيكية" على العربات الخشبية متنقلا بين شوارع وميادين المحروسة بحثا، لتوفير قوت يومه، متمنيًا تكوين إمبراطورية في إحدى الأيام. كاد الحظ أن يبتسم ل" بائع الشباشب البلاستيكية"، ليمتلك محلا تلو الآخر، حتى قرر أن يفتتح مصنعًا لتصنيع الأحذية " الكوتشي"، فقرر حينها بيع جميع ممتلكاته وشراء قطعة أرض مجاورة للطريق الدائري بنطاق مركز كرداسة شمالي قطاع أكتوبر. بدأ صاحب قطعة الأرض في بناء برج سكني 14 طابقا، يضم 108 شقق سكنية تتراوح أسعار الشقة ما بين 400 - 500 ألف جنيه، نظرا لموقعها المتميز والمُطل على الطريق الدائري. استغل الرجل العصامي البدروم ك" مصنع للأحذية" والطابقين الأرضي والأول علوي ك" مخزن للأحذية"، ووضع علامة "S&H"، على العقار ملكه من الخارج، وتلك العلامة مدونة أيضًا على الأحذية المنتجة من قِبل مصنعه. في غمضة عين تحولت أحلام الرجل إلى كابوس، رقد على إثرها في المستشفى، بعدما اعتقد أنه ضمن مستقبلًا باهر لأولاده وأحفاده، لينتهي كل شيء إثر اندلاع نيران أكلت الأخضر واليابس، داخل عقار وضع فيه كل ثروته، وصعوبة عمليات السيطرة على الحريق، رغم كل المحاولات. تسبب الحريق الهائل الذي استمر نحو 40 ساعة في تأكل الأعمدة الخرسانية للعقار الشاهق الارتفاع، وتنتظر قوات الدفاع المدني انطفاء الحريق من تلقاء نفسه، ثم إزالة العقار وفقا لتوصية رئيس لجنة المنشآت الآلية للسقوط وأساتذة كلية الهندسة جامعة القاهرة.