هذه المقولة المتممة لإحدى نكات المصريين عن الحياة الزوجية – إتخذته عنواناً لمقالى اليوم بمناسبة نتائج أحد البحوث الأمريكية التى أجريت بجامعة "كانساس" بناءاً على إستطلاعات رأى أجريت على قطاعات شملت أكثر من مائة وعشرون دولة بمعدل مائة وخمسون ألف شخص من كل تلك الدول وأجرى هذا الإستطلاع معهد شهير لقياس الرأى العام فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو "جالوب إنستيتيوت" وقد تم نشر نتائج هذا البحث لكى تُظْهِرْ هذه الدراسة بأن أكثر الشعوب تشاؤماً فى العالم – أى شعوب "نكدية " بالمعنى المصرى الفصيح هم سكان "مصر وهايتى وبلغاريا" وأكثر الدول تفاؤلاً فى العالم سكان "أيرلندا والبرازيل والدانمرك"!! -كما أن تلك الدراسة النفسية التى قدمتها جامعة "كانساس"– أعلنت بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية جاء ترتيبها العاشر بين " دول البحث " المائة والعشرون !! وهناك من تعليقات عالمية ومحلية عن تلك الدراسة كلها تدور حول الظروف الإجتماعية ومستوى الدخل وسن الشرائح التى تم إختيارها فى العينة الدولية , ولكن مصر التى جاء ترتيبها فى العشر الأواخر فى المائة والعشرون دولة – كشعوب متشائمة أو "نكدية" هى نتيجة أشك فيها شكاً عميقاً – لعدة أسباب :- أولاً :- أن الأدب الشعبى المصرى ( الفولكلور ) – يقول عكس ذلك – فنحن شعب نطمأن جداً للمستقبل لأن الإيمان بالله – وبالدين سواء الإسلام أو المسيحية – منح شعب مصر أحساس بأن كل شئ مقدر بيد الله – وهناك من الأمثلة الشعبية ما تسجل ذلك ( إجرى يابنى أدم جرى الوحوش – غير رزقك لن تحوش ) , ورغم أنه مثل تواكلى جداً وكنت أكره سماعه من صديق عمري د. سعيد الوتيرى ( الله يرحمه)– حينما يحاول أن يِفَّرمِلْ – سرعتي في الحركة ونحن في حقبات زمنية سابقة ( طلاب وأعضاء هيئة تدريس صغار السن )وكنت أرفض هذا المثل إلا أنه له وجاهته . ثانياً – أن الشعب المصري صاحب أكبر شهرة في إبداع( النكات) – ولعل عنوان المقال – يتحدث عن زوج وزوجة – إتفقا علي موعد محدد ( للَنكَدْ ) – فكانت الزوجة تنتظر ذلك الموعد بشغف – وحينما يأتي الموعد المتفق عليه وكانت تغني قبلها بيوم ( بكره النكد بكره )- حتي يستعد الرجل – لتلك الساعات ( الغَمْ ) القادمة . ولكن الشيء اللافت للنظر فعلاً – هو أن الناس أصبحت متجهمة – تجد ذلك في الطرق وفي محطة ( الباسات) أو( الميكروباصات ) – أنظر لوجوه الناس في الشارع المصري – حالة من ( التجهم ) – قلما أن تعثر علي وجوه ضاحكة أو مبتسمة – وذلك عكس طبيعة شعب مصر !!. وذلك يعود ربما – للبيئة التي تتغير إلي الأسوء – البيئة بمعني – ما يحيط بالمصريين من خدمات يومية – مثل الشارع المصري والرصيف المصري والميكروباص ( العابث ) – وإشارات المرور المختفية ، والأشجار التي إنعدمت– وإن وجدت نجدها هزيلة – وغير مرعية – هذه الأشياء البسيطة في الشارع المصري – لم تكن بتلك الصورة القبيحة منذ عشرة أو عشرون عاماً ، ولعل التنسيق الحضاري – أو ذلك الجهاز العبقري الذي علي عاتقه يرتكن عودة الشارع المصري لسابق عهده – ربما يعيد البسمة إلي وجه المصريين في الشارع – أما التشاؤم والنكد الذى إتصف به شعب مصر فى البحث المعلن– فهي نتيجة خاطئه 100% !! Hammad [email protected]