أحد الأمثلة الشعبية المصرية وهي بالقطع من النماذج الفولكلورية الداعية للتباطؤ والكسل والخمول، وكان صديقي العزيز «سعيد الوتيري»، دائمًا ما يستدعي مثل هذه الأمثال، لكي يقلل من ساعات «المذاكرة» ونحن طلاب سواء في الجامعة أو في المرحلة المتوسطة من التعليم، كما أن لصديقي أيضًا مثلاً آخر دائمًا ما كان يقتدي به وهو «اجري يا بن آدم جري الوحوش، غير رزقك لن تحوش»، وكنت دائمًا أرفض هذه الأمثلة وتطبيقاتها علي حياتنا، حيث أيضًا هناك ما يقال بأن الله سبحانه وتعالي يقول «اسعي يا عبد وأنا أسعي معك» وهذه الأدبيات المصرية - انتقلت إلي كل شعوب المنطقة العربية «حيث مصر أقدمها» حيث قصرنا تقصيرًا شديدًا في حصولنا علي حقوقنا، سواء علي المستوي المحلي أو المستوي الدولي، فنجد التكاسل والتباطؤ، والاتكال - غير مقترن بالعمل - علي الله، دون كد ودون سعي للحصول علي رزق أو حق، هكذا ضاعت حقوقنا في فلسطين، وتضيع حقوقنا في العراق «كعرب» وقبلها ضاعت حقوقنا في «الكويت» لولا التحالف الغربي، ما كانت «الكويت» مع أهلها اليوم، ولعل ما كان «صدام حسين» تاركًا لما سلبه من تاريخ هذه الأمة، ولعل تقصيرنا في حصولنا علي حقوقنا في العالم العربي قد أضاع فرصًا كثيرة لنكون أمة يشهد لها وسط الأمم والأمثلة كثيرة. فكرنا في السوق العربية المشتركة منذ إنشائنا لجامعة الدول العربية مقصوصة الأجنحة والأوردة والشرايين!! في نفس الوقت أقامت الأمم الأوروبية اتحادها وأنشأت سوقها، وألغت حدودها، ووحدت قوانينها وعملتها رغم تنابذ أجناسهم «فرنسيين وألمان وطلاينة وإسبان وغيرهم»!! ملل مختلفة ولغات مختلفة وطبائع مختلفة ولكن لم «يقصروا» في الحصول علي حقوقهم، أما نحن!! كأمة واحدة ذات «دين واحد أو اثنين» ولغة واحدة وثقافة واحدة، إلا أننا نطلق دائمًا كلمة «ما قصرنا» أو بلهجة النشأة «ما جصرنا»، ونحن في الواقع مقصرون جدًا جدًا جدًا في حقوقنا وفي حقوق أوطاننا وبلادنا وينتقل القصور في الحق بين الأمم إلي القصور في الحق بين الأفراد، ولننظر إلي المحاكم علي سبيل المثال في مصر، فسنجد أكثر من خمسين مليون قضية متداولة بين أفراد شعب مصر بواقع قضية لكل مواطن!! فالناس تتجه لنيل حقها بالطريق الأسهل وهو قذف المشكلة وعدم مواجهتها، وأرمي بالشكوي عند المحكمة، وموت يا.. حتي يأتي الحق!! لا يأتي «مش مهم»! المهم هو امتلاكنا لموهبة فريدة في العالم وهي التقصير في الحصول علي الحق!! أو كما يقول صديقي «الوتيري» «نام وارتاح سيأتيك النجاح»!! ولعل من المظاهر السلبية المفرطة لدينا هو حال الشارع المصري وسلوكيات المواطنين نحو بيئتهم، ولعل نحو مستقبلهم، ونحن مقبلون علي موسم انتخابات نيابية يتحدد من خلالها شكل الحكم في البلاد خلال المرحلة المقبلة، نفس المنطق لن يذهب أكثر من عشرين بالمائة علي الأكثر بما فيهم «الموتي» إلي صناديق الانتخابات!! وأخيرًا نندم لأن فئة منظمة «قلة» تستطيع أن تقلب حياتنا من أبيض إلي أسود، في ظل عدم حصولنا أو تقصيرنا في الحصول علي حقوقنا!! ونرجو ألا يحدث ذلك وأن نشجب شعار صديقي «الوتيري» «نام وارتاح سيأتيك النجاح».. فهذا يمكن تحقيقه في «المشمش» مثل مصري قديم!!