قال الدكتور أسامة النحاس خبير التراث في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو، إن هذه الدورة لاتحاد الاثاريين العرب تنعقد حضوريا في وقت تتزايد فيه المخاطر والتهديدات للمواقع التراثية والمتاحف، وتتسارع وتيرتها بشكل خاص في وقت الأزمات والكوارث. جاء ذلك خلال كلمته ممثلاً لمنظمة الايسيسكو، في افتتاح الدورة الثالثة والعشرين من مؤتمر الاتحاد العام للآثاريين العرب، المنعقد بمدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر. وأضاف أنه ليس أدل على ذلك من أزمة جائحة كورونا التي لم تلق بظلالها فقط على التراث بمفرداته وأنواعه، وإنما أيضا على العاملين فيه بمختلف تخصصاتهم ووظائفهم، مما حدا بنا في منظمة الايسيسكو الي البحث عن آليات جديدة وطرق غير تقليدية لمواجهة هذه التحديات والمخاطر، التي تتوافق مع الرؤية الجديدة للإيسيسكو. وقال النحاس إنه استشرافًا للمستقبل وتجاوبًا مع تطلعات الشعوب في العالم الإسلامي للحفاظ على التراث فقد أنشأت الايسيسكو مركز التراث في العالم الإسلامي ليكون نموذجاً يحتذى لإدارة التراث بكافة فروعه في العالم الإسلامي ويكون منوطًا به الحفاظ على هذا التراث وحمايته وتعظيم الاستفادة منه مستخدماً ومستعيناً بأحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات وتطبيقات ومنها الذكاء الاصطناعي. وقد أدرجت الإيسيسكو ضمن هيكل هذا المركز العديد من الوحدات والاقسام التي تساهم بشكل فاعل في توفير الحد الأقصى من الحماية المستدامة للتراث وحفظه لصالح الإنسانية والأجيال القادمة، ومنها وحدة خاصة للمساعدة القانونية للدول الأعضاء وغير الأعضاء في استرداد ما نهب من تراثها وممتلكاتها الثقافية، وكذلك أنشأت وحدة خاصة باستخدام تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات التراث، ومنها ما يساهم في تطوير آليات حماية المواقع التراثية والمتاحف والكشف عما تم سرقته وتهريبه وبيعه بشكل غير مشروع. وإدراكاً منها بأهمية تدريب الأطر الفنية على حماية وصون الممتلكات الثقافية والتراثية، فقد أطلقت الإيسيسكو، على الرغم من جائحة كورونا، برنامجها التدريبي عن بعد، فأطلقت مبادرتها بيت الإيسيسكو الرقمي والذي يتضمن برنامجها تثقف عن بعد بغرض إتاحة المواد الثقافية والتكوينية في مجالات الثقافة كافة، ومن ضمنها مجالات التراث، فبثت عبر موقعها الالكتروني ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الدورات التكوينية في مختلف مجالات التراث، لتدريب ما يربو على 100 متدرب سنوياً في مجالات التوثيق الأثري باستخدام تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإدارة التراث المغمور بالمياه، وإدارة المتاحف والمجموعات المتحفية وقت الأزمات والكوارث، وكذلك دورتها التدريبية عن التراث غير المادي. واضطلاعاً بدورها في حماية وحفظ وصون التراث، فقد خصصت الإيسيسكو مليون دولار أمريكي لترميم مقتنيات 30 متحفاً من متاحف الدول الأعضاء. كما دعمت الجمهورية اللبنانية والجمهورية السودانية بمبلغ 100 ألف دولار أمريكي لكل منهما لترميم ما تأثر من المواقع التراثية والمتاحف جراء كارثتي الانفجار والفيضانات التي أصابتهما. وفي ظل كل هذه الأوضاع التي تنذر بكارثة تطال الإرث الحضاري العالمي، فإن الإيسيسكو آلت على نفسها أن تدعم الدول الأعضاء وغيرها، لمكافحة جريمة الإتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية، و في هذا الصدد كانت الإيسيسكو سباقة إلى عقد مؤتمر دولي حول تطوير آليات مكافحة الإتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية في 28 يوليو الماضي بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية لخلق وسائل اكثر نجاعة لمحاربة هذه الجريمة. ولتعبئة القدرات بهدف وضع الآلية الخاصة للحد من عمليات البيع غير المشروع التي تتم في صالات المزادات، وإحداث هياكل جديدة للتفكير حول إمكانية استحداث أطر قانونية والالتزام بأخلاقيات البيع وتعزيز تنفيذ وتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.