في ذكرى ميلاده.. حكاية فنان بدرجة دكتور.. ما لا تعرفه عن أبو الفتوح عمارة

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير أبو الفتوح عمارة، فهو من الفنانيين الذين تميزوا في الأدوار الثانوية فظهر في العديد من الأعمال ليؤدي دور سائق التاكسي أو البواب أو الفلاح الفقير، لكنه برع في تقديمهم.
ملامحه مصرية أصيلة، تشبه تلك التي نقشت على جدران المعابد المصرية، ورغم أنه لم ينل ولو في عمل واحد دور البطولة المطلقة أو حتى "سنيد" البطل.
ولد أبوالفتوح عمارة، في 9 سبتمبر 1931، بقرية إخطاب مركز أجا بمحافظة الدقهلية، وهي نفس القرية التي ولد بها الشاعر الكبير نجيب سرور.
تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بامتياز، ورفض أن يكون معيدًا في المعهد ليتفرغ للتمثيل.
وسارت شقيقته فاطمة عمارة، على دربه، وشاركت في عدد من الأفلام منها "أضواء المدينة" مع الفنانة شادية حتى اعتزلت الفن في الثمانينات بعد زواجها وهجرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
سافر روسيا وحصل على شهادة الدكتوراة في الإخراج، رغم أنه الأول على دفعته، وحاصل على شهادة الدكتوراة، ورغم أيضا شهادة كبار المخرجين وعلى رأسهم يوسف شاهين بأنه "ممثل عبقري"، إلا أن الحظ لم يحالف "أبوالفتوح" ليحصل على مساحة كبيرة في أدواره، واكتفى بفتات المشاهد حبًا في التمثيل.
انحصر ظهوره على الشاشة في أدوار الفلاح، المواطن البسيط، القهوجي، الجرسون، وغيرها من الشخصيات التي تظهر على الشاشة لدقائق معدودة وربما أقل.
أمتدت مسيرته الفنية ل 38 عامًا انحصرت ما بين عامي 1960 إلى 1998، قدم فيهم الأعمال السينمائية والتليفزيونية في فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
نجح في اختيار أسلوبًا خاصًا لنفسه في طريقة نطقه للكلمات، فمخارج حروفه عكست شخصية بسيطة في فكرها ومستوى ثقافتها، الأمر الذي جعله يدخل في قلوب مشاهديه بعفوية.
ظهر مع النجم الكبير فريد شوقي، الذي كان دائم السؤال عليه، وكان يلزمه في مسلسلاته التليفزيونية الأخيرة مثل "صابر يا عم صابر، البخيل وأنا، والعرضحالجي".
أبهر يوسف شاهين، عندما أسند إليه دورًا لا يتعدى كلمات، فأسند إليه دور كبير في فيلم "العصفور".
رحلة أبو الفتوح عمارة في مجال الفن بدأت في ستينيات القرن الماضي، حتى رحيله في نهاية التسعينيات، شارك خلالها فيما يزيد عن 200 عمل فني على مدار أكثر من 35 عامًا، وكانت البداية من خلال خشبة المسرح، منها "عزبة بنايوتي، روض الفرج، البريمة، شارع محمد علي، الصعايدة وصلوا، إزاي الصحة".
شارك في عدد من الأفلام منها مع الفنان العالمي عمر الشريف في فيلم الأراجوز والمواطن مصري، ومع عادل إمام في فيلم رجب على صفيح ساخن واللعب مع الكبار، ومع أحمد زكي في فيلم ناصر 56.
وفي الدراما، شارك أبو الفتوح عمارة، بعدد من المسلسلات منها "كلام رجالة، ليالي الحلمية، البخيل وأنا، دموع في عيون وقحة، الأيام، أهالينا".
رحل عن عالمنا الفنان أبو الفتوح عمارة، يوم 18 يوليو عام 1999م عن عمر يناهز 72 عامًا.