هي أميرة الطرب، ومن الرائدات التي جمعت بين التلحين والغناء إحدى صانعات الونس والبهجة اللاتي طواهن النسيان والتجهيل في القرن الماضي، وهي المطربة نادرة أمين. التحقت نادرة بكازينو وصالة بديعة مصابني، في عماد الدين، قِبلة الفن في ذلك الوقت، وتنافست مع منيرة المهدية، وفتحية أحمد، حتى لفتت الأنظار، ليس بصوتها فقط، بل بقدرتها على التلحين وإجادتها العزف على العود، وهو ما ميزها عن زميلاتها الأُخريات. وفى العام 1932 لعبت دور البطولة فى فيلم غنائى، هو الأول فى تاريخ السينما المصرية، اسمه "أنشودة الفؤاد"، ومن النوادر أن أحد الممثلين معها فى الفيلم كان هو الملحن الشيخ زكريا أحمد، وبعده شاركت فى فيلمين أو ثلاثة أفلام أخرى. لفتت الأنظار إليها إلى درجة أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، رغب في أن تشاركه بطولة فيلمه "الوردة البيضا"، لكنها أصرت على أن يتولى رياض السنباطي، تلحين أغانيها فى الفيلم، ليرفض عبد الوهاب ذلك الأمر تمامًا، فيفشل مشروع اشتراكها معه في البطولة. عشقها المبكر لأغانى وأدوار الموسيقار سيد درويش، فقد كانت "نادرة" تحفظ تسجيلات أغانيه وأدواره تلك على ظهر قلب، وكانت تفضل العزف على العود بنفسها وهي تغني على المسرح.