قال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الدرس المستفاد من قصة سيدنا موسى (عليه السلام) مع الخضر، هو أنه لكل ظاهر باطن، وأنه يجب أن نهتم بالباطن مثلما نهتم بالظاهر. وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "مصر أرض الأنبياء، المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم الاثنين، أنه من الراجح أن الخضر كان نبيًا وليس محض ولي، مستدلًا على ذلك بأن والدي الغلام الذي قتله سيدنا الخضر، بعد ظهور ملامح الفساد عليه واتعابه لوالديه الصالحين، وقدر الله الخفي الذي يعلمه الخضر وحيًا أن هذان الوالدين سينجبوا، وأن الله علم الخضر هذا الأمر الذي هو في علم الغيب بالوحي لكونه نبي. وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن هناك طائفة من الأنبياء لا يعلمها الناس لم يأتوا بشرع لإبلاغه وإنهم مبثوثين في الخلق وموجودين بينهم يرشدونهم ويقيموا صالح الأعمال ويعمروا الأرض بأذن الله ووحيه ورضاه، لافتًا إلى أن هناك دليل اخر على كون الخضر نبيًا وهو قوله في نهاية القصة: " وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ْ"، وإنما هو وحي نزل إليه. وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، خلال حلقة سابقة، إن الخضر اشترط على موسى- عليه السلام- أن يجعل تلاقيه أكبر من مناقشته، يعني لا يعترض على ما لا يحيط به علمًا، لافتًا: هذا هو شرط العلم إلى يوم الدين. واستشهد «جمعة» خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على عدد من الفضائيات، اليوم الأحد، بقوله - تعالى-: «قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا»، ( سورة الكهف: الآية 70). وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الرؤى تختلف من موسى - عليه السلام- عن سيدنا الخضر؛ فالنموذج العلمي الذي عند الخضر متعلق بالحقائق الباطنية، والذي عند موسى متعلق بالأمور الظاهرية، مبينًا: موسى وعد الصبر الذي يعتمد على المقاومة، ولكنه في الواقع لم يصبر صبرًا صحيحًا، فكان يفكر أن هذه معارضة للنموذج وليس إضافة نموذج إلى نموذج. وتابع المفتي السابق أن يقال أنه لما ركب موسى والخضر ويوشع بن نون فتى موسى، - عليهم السلام- السفينة وجودوا طائر ينقر في الماء فقال الخضر لموسى: " إن مثلي ومثلك كمثل هذا الطائر، ومثل علمي وعلمك كمثل ما أخذ من البحر"، أي: «علمي وعلمك نقطة في بحر علم الله».