استمرت حالة التباين في أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي، حيث ظلت الأسعار ضعيفة على الرغم من إعلان تحالف "أوبك +" مطلع الأسبوع عن التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج نحو عشرة ملايين برميل يوميا، إلا أن الطلب الضعيف جراء أزمة كورونا وارتفاع مستوى المخزونات النفطية ضغطا بقوة على الأسعار ومنعا تعافي الأسعار عقب قرار خفض الإنتاج. وسجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي أدنى مستوياتها في 19 عاما مواصلة خسائرها على نحو فاق خام برنت ولم تنجح قرارات الإنعاش الاقتصادي والاتجاه إلى فتح الاقتصاد الأمريكي في دعم الأسعار بسبب بيانات الاقتصاد الصيني الضعيف وتسارع وتيرة بناء المخزونات الأمريكية. وفي هذا الإطار، سلط تقرير لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الضوء على قرار "أرامكو السعودية" بتعديل مستويات إنتاجها وفقا لصفقة خفض الإنتاج لتحالف "أوبك +" حيث تعتزم تقديم 8.5 مليون برميل يوميا من النفط لعملائها اعتبارا من أول (مايو) المقبل، في إطار جهود كبار المنتجين لتقليص المعروض النفطي وعلاج تخمة الإمدادات في السوق. وأضاف التقرير أن قرار "أرامكو" يشمل إمدادات النفط لعملاء "أرامكو" المحليين داخل السعودية والصادرات إلى الخارج في إطار إجراءات جذرية للحد من الإنتاج وبما يدعم جهود استعادة التوازن في الأسواق وتقليل الفجوة بين العرض والطلب. ونوه إلى أن المباحثات المهمة التي جرت الأسبوع الماضي بين الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك هاتفيا في إطار جهود مكثفة وبناءة بين السعودية وروسيا لضمان استمرارية المشاورات المتواصلة حول وضع سوق النفط. وأشار التقرير إلى التزام السعودية وروسيا بالعمل الجاد مع دول "أوبك" والمنتجين من خارج المنظمة لتفعيل الاتفاقية التاريخية لتحقيق الاستقرار في سوق النفط لافتا إلى أن الدولتين ملتزمتان بقوة بتنفيذ التخفيضات المستهدفة المتفق عليها على مدى العامين المقبلين، وستستمران في مراقبة سوق النفط عن كثب ومستعدتان لاتخاذ مزيد من الإجراءات بالاشتراك مع تحالف "أوبك +" والمنتجين الآخرين إذا كان ذلك ضروريا وفرضته تطورات السوق. ونوه التقرير إلى ثقة الشركاء في "أوبك +" والمنتجين الآخرين في الوفاء بالتزاماتهم وبذل كل جهد ممكن لإنجاح التعاون المشترك وضمان تعزيز استقرار السوق وازدهار صناعة النفط العالمية بما يعود بالنفع على كل الأطراف وعلى الاقتصاد العالمي. في سياق متصل، أشارت وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية إلى استقرار أسعار خام غرب تكساس الوسيط عند أدنى مستوى له منذ 19 عاما حيث دفعت مخاوف زيادة العرض على المدى القريب إلى تزايد واسع في بيع العقود الآجلة للنفط.