المخرجة أميرة الفقي تتجول في "قاهرة نجيب محفوظ" في فيلم وثائقي جديد (صور)

عرضت قاعة السينما بمعرض الكتاب في دورته ال51 الفيلم الوثائقي "قاهرة نجيب محفوظ فلسفة المكان "للمخرجة أميره الفقي، صورت خلال الفيلم جانب مهم أو ربما الأهم في كتابات محفوظ وهو المكان والذي كان عنصره الأساسي في بناء رواياته.

تجولت كاميرا "الفقي" بين كلمات محفوظ المصورة داخل رواياته وبين الأفلام التي صورت هذه الأماكن وبين الصورة الحقيقية التي باتت عليها فكان الفيلم مابين الحسين وخان الخليلي وشارع المعز وكأنها تعرض حياة أجيال مختلفة بمباني شاهده عليهم جميعا.

لم تكتفى أميرة في عرض الشوارع والأزقة التي كتبها وصورها محفوظ داخل رواياته؛ بل تعمقت أكثر في فلسفته عن فكرة الأماكن والذي صعد بها محفوظ من فكرة كاتب مصري فقط لكنه وصل بها للعالمية، وذلك من خلال تصوير أكثر عمقا لأماكن تشاهد بعين قارئ.

ذكرت أميرة خلال الفيلم أماكن أخري مثل القهوة والتي اعتبرها محفوظ رمز التمرد وممارسة السياسة وكانت روايته الأشهر الكرنك والتي تحدث فيها عن المعتقلات السياسية في ذلك الوقت وتلك القهوة التي كانت المحرك الأساسي للاجتماعات.

السطوح الذي صوره محفوظ كرمز للحرية للست أميه في الثلاثية وبين رسائل العشق والغرام والحب فيها، المسجد الذي وصفه على انه مكان اجتماعي اكثر من ان يكون مكان للعبادة.

تطرقت أيضا لوصفه للقبو على أنه مكان للهروب والعوامة التي كانت رمز لعدم الاستقرار السياسي الكثير من المشاهد التي ربما تمر مرور الكرام على القارئ لكنها لدى أدب نجيب محفوظ تعنى له الكثير.

الأداء الصوتي في الفيلم كان شيق ومتنوع مابين صوت المعلق والكتاب والتي اختارتهم الفقي بعناية شديدة فوجود د.صلاح فضل ود.محمود الضبع اثرى الفيلم بشكل كبير في وصول الهدف للمشاهد والمعنى من وراءه أيضا تخلل الفيلم بعض من لقاءات نجيب محفوظ وحديثه عن رواياته وعن فلسفة المكان لديه.

الموسيقى داخل الفيلم كانت من الأفلام المأخوذة عن أعماله الأدبية بجانب بعض مقتطفات من موسيقى لأغاني أم كثوم.

يذكر أن "قاهرة نجيب محفوظ" هو العمل الوثائقي الثاني للمخرجة أميرة الفقي بعد فيلمها الأول "أرض المغرة".