دعا نشطاء مصريون إلى وقفة احتجاجية سلمية أمام سفارة المملكة السعودية بالقاهرة ظهر غدا، الأحد، للتعبير عن الغضب الشعبي من المعاملة المهينة التي قوبل بها آلاف المعتمرين المصريين من جانب شركة الخطوط الجوية السعودية الحكومية ومسئولي الأمن في مطار جدة. ويقدم النشطاء رسالة شديدة اللهجة إلى السفير السعودي تحمله المسؤولية الكاملة عن رد حقوق المعتمرين وفقا للقوانين الدولية المعنية بهذا الجانب، كما توجه الرسالة انتقادا للسفير بسبب تصريحاته التي تحمل المصريين المسئولية عن الفوضى التي وقعت في مطار الملك عبد العزيز مستبقا بذلك نتائج التحقيق المشترك والتي لم تنته من عملها بعد. وفيما يلي نص الرسالة:
سعادة السفير السعودي بالقاهرة السفير أحمد عبد العزيز قطان
نحن الحاضرون في وقفة إحتجاجية سلمية أمام سفارة المملكة العربية السعودية جئنا لنعبر لكم ولقيادتكم وشعبكم عن شديد اعتراضنا على المعاملة غير اللائقة التي لقيها مواطنون مصريون على أرضكم في مطار الملك عبد العزيز في مدينة جدة خلال عودتهم من أداء مناسك العمرة. ولأن هذا الموقف ليس الأول من نوعه وإنما تكرر في سنوات سابقة لكنه هذه المرة كان أكثر قسوة وضررا بألاف المصريين ومعظمهم من كبار السن والمرضى فإننا نحملكم شخصيا بحكم موقعكم الرسمي وبحكم الإنسانية والإسلام المسئولية الكاملة عن رد الحقوق إلى أهلها وفقا للقانون الدولي للهيئة الدولية للطيران المدني ولما هو متعارف عليه عالميا من إجراءات تقوم بها كل شركات الطيران الدولية. كما يهمنا أن نعبر لكم عن شديد احتجاجنا على تصريحات صدرت عنكم شخصيا في وسائل الإعلام المصرية حملت المواطنين المصريين كامل المسئولية عن الفوضى التي وقعت في مطار الملك عبد العزيز دون أن تلتفت إلى أن لجنة تحقيق مشتركة تم الإعلان عنها لم تنته من عملها بعد في تحديد المسئولية عن الأزمة التي امتدت لعدة أيام متصلة. ونود سعادة السفير أن نلفت نظركم إلى أمور عدة لا يمكن تجاهلها في الأزمة: 1- الطيران السعودي ومطار جدة لهما سمعة معروفة في تأخير الرحلات والفوضى يشهد بها السعوديون قبل غيرهم 2- وفقا للقنصل المصري في جدة فإنه لم يجد مسئولا سعوديا واحدا من الخطوط الجوية في المطار للتفاهم حول المشكلة وأساليب الحل 3- أصدرت الخطوط السعودية الجمعة بيانا مليئا بالمغالطات عن الأزمة وألقت بكامل المسئولية على عاتق المعتمرين المصريين دون أن تكشف عن تفاصيل التحقيقات التي أدت إلى تلك النتيجة 4- لماذا يتم التعامل مع زيادة عدد المعتمرين المفاجئ وكأنهم هبطوا من السماء ولم يكونوا في السعودية بالفعل سواء بشكل رسمي أو بشكل غير رسمي بينما الواقع يؤكد أن جهات كثيرة متورطة في الأزمة ويجب أن يتحمل كل طرف مسئوليته فيها 5- المعتمرون المصريون لو أنهم لا يحملون حجزا للسفر كما قلتم سعادتكم مرات عدة فكيف دخلوا ساحة الركوب في المطار المتعارف أن دخولها يكون بموجب تذكرة سفر؟ 6- كيف وصل المعتمرون من مكة أو المدينة إلى مطار الملك عبد العزيز ومن المسئول عن ذلك لو أنهم جميعا مخالفون وليس لديهم حجز وجميعنا يعرف أن نقلهم يتم بشكل مرتب وليس عشوائيا. 7- قلتم أنكم منحتم هذا العام ما يزيد قليلا عن نصف مليون تأشيرة عمرة، فكيف وصل العدد إلى 770 ألف معتمر؟ لابد أن لديكم خطأ يجب تداركه فورا. 8- هل كل المعتمرين المصريين كانوا بلا حجز أم ان بعضهم كان لديه حجزا للسفر في مواعيد محددة بالفعل؟. ومن سيعوض هؤلاء ماديا وفق القانون عن تأخير رحلاتهم. 9- نعلم أن العشرات من المعتمرين قدموا بلاغات بالفعل ضد الخطوط الجوية السعودية والأمر في أيديكم الأن لتعويض هؤلاء فورا بدلا من حصولهم على حقوقهم بالطرق القانونية. 10- لابد أن تتوقف سعادتكم ومن يمثلونكم عن اللعب بورقة محاكمة مبارك لأنها كما قلتم لم تعد صالحة للإستخدام ومع ذلك تصرون على تكرارها في كل تصريحاتكم. 11- لو أنكم تتهمون شركات السفر والسياحة بالمسئولية فمتى يظهر لنا قرارا ينظم عملية التعاقد مع تلك الشركات من خلال السفارة أو لجنة مصرية سعودية. 12- تقدم عدد من المعتمرين العائدين ببلاغات للشرطة ضد عدد من موظفي الخطوط السعودية وأمن مطار الملك عبد العزيز يتهمونهم فيها بالإهانة فنرجو تقريرا واضحا فيما يخص هذا الأمر والتأكيد على عدم تكراره. 13- معنا اليوم مجموعة من أسر مواطنين مصريين مسجونين في السعودية يؤكدون أن ذويهم سجنوا بدون وجه حق وسوف يلجئون لكم مبدئيا لمعرفة مصير ذويهم وفي حال عدم تحقق ذلك فسيلجئون للقضاء فورا. وقال عائدون من السعودية إنهم اضطروا للبقاء في باحة المطار لمدة تجاوزت 3 أيام متصلة دون أدنى رعاية من السلطات السعودية التي تركتهم بلا خدمات ولا طعام ولا ماء كما تسبب تعطل الرحلات خلال تلك الفترة إلى سقوط العديد منهم مرضى خاصة كبار السن الذين لم توفر لهم أية رعاية طبية في المطار. وبينما تجاهلت الخارجية المصرية الأمر ليومين متتاليين ذهب القنصل المصري في جدة إلى المطار الاربعاء ليفاجأ بتكدس الركاب وعدم وجود أحد من المسئولين السعوديين في المطار للعمل على إنهاء الأزمة حسبما ذكرت الصحف السعودية نفسها، بينما صدر عن وزير الطيران المدني المصري بيانين متضاربين نشرتهما الصحف ومواقع إلكترونية عدة في نفس اليوم قال في الأول إن الازمة انتهت صباحا بينما قال في الثاني إنها تنتهي خلال يومين. من جانبها نشرت صحيفتا عكاظ والوطن السعوديتين تأكيدات من مسئولين سعوديين حول الاتجاه إلى معاقبة الخطوط الجوية السعودية باعتبارها المسئول الأول عن الأزمة التي تعرض لها معتمرون من دول عدة بينها الجزائر في حين كان عدد المعتمرين المصريين هو الأكبر. في المقابل وزع السفير السعودي في القاهرة الجمعة بيانا نشرته مواقع إلكترونية مصرية وعربية قال فيه إن ما قيل عن وقفة إحتجاجية أمام السفارة السعودية لم يحدث وأن اليوم مر بهدوء تام، فيما يعد محاولة باهتة للتعمية على الموعد الحقيقي للوقفة المقرر لها الأحد وليس الجمعة كما زعم بيان السفارة. وينتظر أن يشارك في الوقفة أيضا عدد كبير من المعتمرين الذين وصلوا خلال الأيام الماضية لمصر بالفعل لرواية ما تعرضوا له من اهانات في مطار جدة وعرض عدد من الصور ولقطات الفيديو التي صوروها في المطار على وسائل الإعلام والصحفيين المتواجدين لتغطية الوقفة.