مكتبات أون لاين لبيع الكتب النادرة.. وبلاغ للنائب العام بسبب كتاب يوسف زيدان أستاذ تاريخ: كيف امتلكت قطر لفافات عمرها 10 قرون من الزمان؟ وتتولى دار الكتب والوثائق ومكتبة الإسكندرية مسئولية رعاية العدد الأكبر منها، أما الباقى فتضمه المكتبات التاريخية بالمحافظات، مثل المكتبة الأحمدية بطنطا ومكتبة دمنهور، كل ذلك بالإضافة إلى ما تحتفظ به المتاحف. ويرى أساتذة التاريخ أن مصر فقدت نحو نصف ما تمتلكه من مخطوطات، حتى صدور قانون حماية الآثار أواخر القرن الماضى، الذى جرم تداولها وألزم الجهات المالكة لما تبقى بأرشفتها وتسجيلها بأرقام فى سجلات، على أن تتولى لجان دورية عملية الجرد والفحص لترميم المتهالك منها. لكن، حتى القانون والجرد الدورى لم يمنعا السرقة، التى تعرضت لها تلك المخطوطات النادرة خلال الأعوام السابقة، وخلال التقرير التالى، ترصد «الفجر» وقائع السرقة والإهمال التى تعرضت له تلك الكنوز، التى تمثل نسبة لا يستهان بها من كنوز مصر وتاريخها. قال أيمن فؤاد، مدير دار الكتب السابق، إن المخطوطات الموجودة فى مصر تخص شتى العلوم، كتبها علماء حقب تاريخية مختلفة، ولتوضيح مدى أهميتها، يندرج تحتها الأطلس المستخدم فى اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وإسرائيل، لذا، تعد تلك المخطوطات كنزاً حقيقيًا، تسعى دول كثيرة للحصول عليه، إما لتزويدها بمواد علمية أو طمس حقائق تاريخية. و«المخطوطات» هو الاسم المطلق على الأوراق الفرادى، بخلاف المجلدات النادرة، والتى لا تقل أهمية بالطبع، ويرتكز تواجدها فى دار الكتب، التى تضم حوالى 54 ألف رقم حفظ للمخطوطات، بالإضافة إلى 60 ألف مجلد، كل ذلك علاوة على المجاميع التى تضم عدد رسائل كبيرة، قد تصل إلى ضعف هذا الرقم. وأكد المدير الأسبق لدار الكتب، أن قيمة المخطوطات تقسم حسب اهتمام من يريد اقتنائها، فمنها الخاص بالعلوم ومنها خرائط جغرافية، وأيضا مخطوطات دينية، مثل وثائق الجنيزة التى اهتمت إسرائيل باقتنائها لبحثها عما يتعلق بتاريخ اليهود. وسجلات المخطوطات هى التى تمكن مصر من مفاوضات استعادة ما يعرض منها فى صالات المزادات، لكن هناك العديد منها، تمتلكه دول أخرى وتعود ملكيته إلى الحكومة المصرية، لكنه شطب من السجلات أو لم يسجل بها، لذا لا تستطيع الدولة استرداده. وتابع: اعتمادا على الفهارس الرسمية وإرسالها إلى الدول التى تمكنت من ضبط مخطوطات مصرية مسروقة، تمكنت دار الكتب من استعادة عدد من المخطوطات والكتب النادرة، خلال العام الماضى، كان بينها «أطلس سديد» الأثرى، والذى قامت ألمانيا بتسليمه إلى مصر خلال زيارة وزير خارجيتها للقاهرة، نهاية أكتوبر الماضى. ويعود تاريخ هذا الأطلس إلى القرن التاسع عشر، ويحتوى على عدد من أبرز الخرائط العثمانية النادرة، وهو من أندر الأطالس فى العالم، ونشره محمود رئيف أفندى، هذا بالإضافة إلى استعادة للجزء السادس عشر من مخطوطة الربعة القرآنية، الخاصة بالسلطان قنصوة الغورى ( 1446- 1516م)، والتى عرضت للبيع بصالة تشيسويك الإنجليزية للمزادات. وفى إطار مواز، تقدم الكاتب كامل رحومة، ببلاغ للنائب العام، تطرق خلاله إلى المصير المجهول للمخطوطات، وطالبه بفتح تحقيق فى الأمر، مشيرا إلى أن هناك لغزاً كبيراً فى اختفاء عدد كبير منها، مطالبا فى بلاغه بسؤال الدكتور يوسف زيدان عن المعلومات التى يخفيها، والتى نلاحظها فى كتابه «فهرس مخطوطات البحيرة ورشيد» الصادر عن دار الفرقان سنة 1997. وأضاف رحومة ل«الفجر»، كتاب زيدان محفوظ فى مكتبة الإسكندرية بقسم المراجعة، وجاء فيه ما يثير الشكوك، لأن عام 1997، كان عدد مخطوطات دمنهور أثناء الفرز المهنى 266 مخطوطة، لكن المدرج فى سجلات العهدة اليوم 255 مخطوطة، ما يعنى أن هناك 10 مخطوطات اختفت، وبمراجعة الكتاب سنجد أنه لم يذكر سوى 254 مخطوطة، مع توضيحه بخصوصية المخطوطات التى تندرج تحت مسمى علوم خفية. وذكر يوسف زيدان فى نفس الكتاب، أن الأمر تكرر مع مخطوطات رشيد، التى كانت 104 مخطوطات، وطبقا للعهدة المسجلة أصبح عددها 96 مخطوطة، ما يعنى اختفاء 8 مخطوطات. وقال على سعيد، مدير متحف الفنون الجميلة، إن مخطوطات عمر طوسون وكتاب وصف مصر وغيرها من المخطوطات التاريخية، التى يرجع تاريخها للدولة العثمانية، مهددة بالخطر فى مكتبة بلدية إسكندرية، بسبب عدم تجديد المكتبة منذ نشأتها، عام 1892، مناشدا الدولة بالتدخل للحفاظ على تاريخ مصر. وفى سوق الكتب الإلكترونى، على شبكة الإنترنت، تستطيع تحديد مقر المخطوطات المصرية، إذ توجد مكتبة أون لاين، تحمل اسم «مكتبة المصطفى» متخصصة فى هذا الشأن، كما توجد العديد من المخطوطات التاريخية فى دولة اليابان والصين ودول شرق آسيا، إضافة إلى دول أوروبية وعربية بينها تركياوقطر. ويقول الدكتور محمد رفعت، أستاذ التاريخ، إن الدول الأوروبية استولت على العديد من الكتب والمخطوطات، وهناك، فى المتاحف الأوروبية يهتمون بالتراث، ما يجعلهم يقومون باقتناء أى شىء ذات قيمة تاريخية. رفعت أشار أيضا إلى، أن هناك العديد من المخطوطات تباع يوميا فى صالات المزادات العالمية، منها ما تتمكن مصر من استعادته، ومنها ما يتم تنقله بين أفراد أو مؤسسات، كما أن هناك دولاً عربية مثل قطر، لا تمتلك تاريخاً كبيراً لتقتنى مخطوطة عمرها ألف عام، ورغم ذلك تجد فى معرض قطر الوطنى حوالى خمسين مخطوطة، يعود بعضها إلى ابن رشد، وبالتأكيد حصلت عليها بطرق غير شرعية.