علقت عدة صحف أمريكية اليوم السبت على الخطوة التي اتخذتها تركيا بطرد السفير "الإسرائيلي" لديها وتعليق اتفاقياتها مع "إسرائيل" أمس الجمعة على خلفية الغارة التي شنتها "إسرائيل" العام الماضي على سفينة المعونات التركية التي كانت متجهةً إلى قطاع غزة "مافي مرمرة". وقالت صحيفة "نيويورك تايمز": "إن التدهور الأخير في علاقات (إسرائيل) مع تركيا ضاعف من الويلات الإقليمية التي تواجهها (إسرائيل) من جراء الربيع العربي الذي أعاد رسم المشهد الجغرافي السياسي على طول حدود (إسرائيل)". وأشارت إلى أن الخطوة التركية لم تصل إلى قطع كامل للعلاقات الدبلوماسية إلا أنها من المرجح أن تعمق العزلة الخطيرة بين البلدين الحاصلة بالفعل وتزيد من عزلة "إسرائيل" في المنطقة؛ نظرًا لأن ثورات الربيع العربي تهدد بتقويض علاقات أخرى كانت مستقرةً في السابق في المنطقة. وأوضحت أن تركيا التي كانت تحتل مرتبة الحليف الإستراتيجي الأوثق ل"إسرائيل" في العالم الإسلامي بدأت علاقتها تتوتر مع "إسرائيل" مع العملية العسكرية "الإسرائيلية" في غزة في أواخر 2008 ومطلع 2009. وقالت: "إنه في وقت سابق من العام الحالي أطاحت الثورة في مصر بالرئيس حسني مبارك الذي كان حليفًا حاسمًا في الماضي ل"إسرائيل" فيما أثار القمع الدموي في سوريا الشكوك بشأن استقرار المنطقة". وأضافت "أن رفض (إسرائيل) الاعتذار لتركيا بشأن حادث السفينة (مرمرة) وإصرار تركيا على الاعتذار سوف يزيد من حدة المأزق رغم إعراب الجانبين أمس عن استعدادهما لبذل المساعي لمواجهته". وكان مصدر حكومي "إسرائيلي" قد أكد أن الكيان الصهيوني يدرس الرد على قرار أنقرة طرد السفير "الإسرائيلي" وتجميد الاتفاقات العسكرية معها. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يجري مشاورات لتقرير الرد وصيغته. من جانبها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الجمعة بالقرار التركي بطرد السفير "الإسرائيلي" واعتبرته "ردًّا طبيعيًّا" على "جريمة" أسطول مرمرة والحصار "الإسرائيلي" على غزة. وقال سامي أبو زهري: إن حركة حماس ترحب بالقرار التركي بطرد السفير "الإسرائيلي". وأضاف أن حركته "تعتبر أن هذه الخطوة هي رد طبيعي على الجريمة (الإسرائيلية) ضد أسطول مرمرة وإصرار الاحتلال على رفض تحمل مسؤولياته عن الجريمة ورفضه رفع الحصار عن غزة".