رحل عن عالمنا المطرب الشعبي، شعبان عبد الرحيم، اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز ال62 عامًا، بعد تدهور حالته الصحية، ليرحل ويترك لنا بصمة من نوع خاص في عالم الغناء الشعبي، خاصة بتقديمه أغاني تواكب الأحداث السياسية والاجتماعية، بلحن موسيقي واحد لم يتم تغييره. ويبرز " الفجر"، في تقريرها التالي، رحلة الفنان المولود عام 1957، باسم قاسم، في حي الشرابية بالقاهرة، وذاع صيته باسم "شعبولا"، لاختياره اسم "شعبان" نسبة لمولده في شهر شعبان، بعد دخوله بالمجال الفني في عمر متقدم، حيث قضى سنوات طويلة في حرفته الأصلية " كي الملابس"، واتخذ من بساطته عنوانًا لفنه الذي قدمه لجمهوره. و بدأت الخطوات الأساسية للفنان المولود في عام 1957، بطرح ألبوم في الثمانينيات حمل اسم " أحمد حلمي اتجوز عايدة"، وكان ثاني ألبوماته "كداب يا خيشة"، إلا أنه لم يكن معروفًا لدى الكثيرين، حيث اقتصرت أعماله على المناطق الشعبية في القاهرة وضواحيها. و في عام 2001 كانت مشاركته في بطولة فيلم " مواطن ومخبر وحرامي"، هي البوابة الأولى التي انطلقت منها شهرته في عالم السينما والغناء، بالكاراكتر الذي ظهر به من حيث ارتداء الملابس ذات الألوان الزاهية والمنقوشة، والإكسسوارات التي يرتديها في يده ورقبته. كما اعتمد "شعبولا" بعد ذلك على لحن واحد في أغانيه يصاحبه لازمته الشهيرة " ايييييه"، والتي جعلته ينفرد بنوع خاص من تقديم الأغاني من الطابع الشعبي، ليضع شعبان قدميه على الساحة الغنائية بقوة وأصبح صاحب بصمة فيها على الرغم من الانتقادات التي وجهت له، لما يرتديه وحرصة على عدم تغيير اللحن. ولكن رغم الانتقادات التي وجهت له من بعض النقاد، استطاع الفنان الراحل فرص نفسه على الساحة الغنائية من خلال تقديم أغاني سياسية كان يستثمر فيها الأحداث الساخنة كأغنية " أنا بكره اسرائيل"، التي قدمها عقب الانتفاضة الفلسطينية مطلع الألفية الجديدة، وحققت وقتها نجاحًا كبيرًا. وامتاز "عبد الرحيم"، بتقديم أغاني للبسطاء، إذ أطلق عليه لقب مطرب الغلابة، التي عبر فيها عن أفكارهم وآرائهم السياسية، ومن بينها انتقاده لسياسة قناة الجزيرة ضد الدولة. كما قد العديد من الاغاني من بينها " شعبان يتحدى جاكسون، هبطل السجاير، عايزين يخطفوني، اسمعوا مني، الفرح، موسوعة جينس"، والأعمال المسرحية من بيها مشاركته في بطولة مسرحية "دو ري مي فاصوليا"، ومن بين أشهر الأفلام التي شارك بها، أمان يا صاحبي، حسن دليفري، أشرف حرامي، رشة جريئة، فلاح في الكونجرس"، بجانب تقديمه للعديد من المسلسلات التلفزيونية من بينها " طاش ما طاش، تامر وشوقية، اللي اختشوا ماتوا".