"أنا كرهت الحياة خلاص لازم أنتحر"، كلمات رددها إسلام محمد، شاب في الخامسة والعشرين من عمره، عندما تعرض لأزمة نفسية؛ بسبب مشاكل أسرية وقعت على كاهله إثر انفصال والديه، بعد زواج دام لأكثر من ثلاثين عامًا؛ لمرور والده بأزمة مالية، أفقدته كل ممتلكاته. أعلن قراره الانتحار عبر أحد مجموعات الدعم النفسي على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، ليفاجئ برسالة غيرت مجري حياته، "متنتحرش استنى ده اختبار لازم تكون قوي"، كلمات ظلت ترسل إلية في صندوق الرسائل الخاصة، وعلى المنشور في المجموعة. سقطت هذه الكلمات على عقله وقلبه، جعلته يغير طريقة تفكيره، وتحول مجرى حياته، "الدعم.. المدد.. السند" جميعها أشياء يحتاجها المرضى النفسيين خلال وقوعهم في بؤرة الانتحار، توفرها جروبات الدعم النفسي على الفيس بوك. انتشرت خلال الفترة الأخيرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ظاهرة المواقع السرية التي تقدم الدعم النفسي للأعضاء، في محاولة لإيجاد حلولا واقعية للمشاكل الحياتية والنفسية، وقعت أمل محمد، بأصعب المواقف التي قد يمر بها الإنسان في حياته القصيرة، التي لا تتعدى ال23 سنة، بعد وفاة والدتها، التي توفت إثر صراع مع مرض سرطان الرئتين، "حمدت ربنا بس مقدرتش أستوعب اللي حصل كل حاجة كانت بتفكرني بيها"، على حد حديثها مع "الفجر". قالت أمل، في البداية طلبت من الناس على الجروب الدعاء لها، لكن بعد شهر، قررت الانتحار، وأعلنت ذلك على جروب الدعم النفسي، الذين قدموا لها سند كبير في تخطي الأزمة. من جانبه قال علي محمد، أحد مديري مجموعات الدعم النفسي، على "فيسبوك"، ل "الفجر" إن فكرة مجموعة الدعم النفسي، وفدت على خاطره، إثر تعرضه لأزمة نفسية حادة؛ بعد أن قبض الله روح خطيبته، الأمر الذي جعله يخضع للعلاج النفسي مع عدد كبير من الأطباء النفسيين، فأنفق آلاف الجنيهات. تابع علي، أنه فكر جليًا في حال غير القادرين، الذين لا يستطيعون إنفاق كل هذه الأموال على صحتهم النفسية، موضحًا أنه وجد نفسه لا تستجيب إلى العقاقير الطبية والأطباء النفسيين، وانه بحاجة لمن يسانده، قرر أن يحكي ما وقع على نفسه من ألم لرفاقه ومتابعيه على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.