تتطور منصات التواصل الاجتماعى بسرعة، وتتغير معها سلوكيات وقيم ومفاهيم اجتماعية لمستخدميها بنفس السرعة، بعضها يحرك قرارات مصيرية فى حياة من يدمنونها، كالزواج والطلاق واختيارالحبيب والعمل، بعد أن تحولت بعض جروبات الفيس والواتس إلى مجتمعات إلكترونية تؤثر فى أعضائها أكثر من تأثير من يعايشونهم فى الواقع. هناك مجموعات مغلقة تضم بداخلها فتيات وسيدات من جميع الفئات العمرية، يتناقشن معا فى كل الموضوعات ويتبادلن الخبرات والآراء، ويرفعن شعار «ممنوع دخول الرجال» ويضعن بعض الأسئلة الخاصة للسيدات للتأكد قبل الدخول إلى المجموعة مثل «احلفى إنك بنت، قولى أربع أنواع من الميكب» ومن أشهر الجروبات على فيس بوك جروب «حد يعرف» والذى تخطى عدد عضواته المليون ونصف المليون. «لمياء» أدمن جروب «توك أوف كافى فتاة لا تتجاوز 27 عامًا، وعدد أعضاء الجروب، تخطي 900 ألف مشترك، خلال ثلاثة أعوام من إنشائه، وتقول لمياء: «فكرة إنشاء المجموعة كانت لأننا كبنات بنحب نقضى ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، دون استفادة من الوقت و الخبرات، ففكرت يكون لينا مجموعة خاصة للبنات نتكلم فيها عن مشاكلنا، نشارك بعض ونتبادل الخبرات والتجارب والآراء، وبعض الفتيات يرسلن مواقف خاصة بهن، فى رسالة خاصة للأدمن لتعرضها على أعضاء الجروب، دون إظهار هوية صاحبة المشكلة لتحصل على الآراء وفى نفس الوقت تحافظ على سرها خوفًا من وجود أحد من أقاربها أو أصدقائها على الجروب فيفشى سرها. «فسخت خطوبتى بناء على رغبة بنات الجروب»!! «مريم» 25عامًا، مدرسة موسيقي، قالت إنها مقبلة على الزواج ولكن خطيبها دائما يشك فيها، مما جعلها حائرة وخائفة على مستقبلها معه، مما جعلها تبوح بمشكلتها على الجروب الخاص بالسيدات وانتظرت ردود الأفعال وتعليق الفتيات، وفى غضون ساعة واحدة تلقت فوق 250 تعليقًا، منهن من قالت لها: «سيبيه يا بنتى هيتعبك بعد الجواز، وانفدى بجلدك»، ومنهن من قالت: «هيا فترة الخطوبة كده وبعد الجواز الشك مش هيكون موجود». ولكن مدرسة الموسيقى قررت بعد أخذ آراء الفتيات فى الجروب، فسخ خطوبتها التى استمرت 6 أشهر قائلة «لازم الواحد يتعلم من أخطاء غيره علشان مايكررش نفس الخطأ لافتة إلى أنها تشعر بالراحة لهذا القرار». «لازم تتجوزى قبل سن30 سنة» فيما قررت «رضوى 30 عامًا» أن تحكى قصتها على أحد الجروبات قائلة إنها كانت تعيش فى أوربا منذ 15 عاما، ثم مرت بظروف أجبرتها على الاستقرار فى مصر منذ عامين، ولكنها لم تستطع التكيف بسبب الانتقادات التى تواجهها من عائلتها ومقارنتهم لها دائما ببنات العائلة، وأنها ترفض الزواج فى هذه السن، فهى تشعر بالندم بسبب رجوعها إلى بلدها الأم قائلة: «أى حد هأتجوزه لازم أعرفه وأعرف شخصيته أنا مش هتجوز لمجرد بقى عندى 30 سنة وده اللى بيخلى نسبة الطلاق عالية فى مجتمع بيفكر كده»، وبعد طرحها للمشكلة استطلعت آراء الفتيات اللاتى مررن بنفس المشكلة، وتجاوزن سن الثلاثين والمجتمع يصنفهن ضمن العوانس. الحكى علاج الدكتور سامح عزت المعالج بالسيكودراما، قال: إن الحكى نوع من أنواع السيكو دراما، ونستخدمه مع بعض الحالات، وهوعبارة عن مشاركة للتجارب الشخصية، ويعتمد على أن الفضفضة وسط مجموعة من اللاتى يواجهن نفس المشكلة من شأنه أن يخفف من وطأة المشاكل على الفرد الواقع عليه الضغط العصبى والنفسي، ويدعم الفرد ويقدم له رسالة، أنه ليس بمفرده يواجه أزمات الحياة، ويترأس هذه الجلسات طبيب متخصص. وأوضح أن «الحكي» عن طريق جروبات الفيس بوك ما هو إلا فضفضة لاغير، لأنه غير مبنى على أسس علمية واضحة، فالأدمن غير متخصص فى العلاج عن طريق الحكي، والبعض يتأذى بسبب تعليق غير مبنى على أسس علمية و اجتماعية، فجروبات الفيس بوك التى لديها أعداد كبيرة من الأعضاء ممكن أن تتفق مع طبيب متخصص وتحدد أيامًا معينة للتواصل معه، ويكون المتخصص هو من يجاوب أو يتعامل مع من يسأل.