أعلن المهندس كمال الملاخ، في 26 مايو عام 1954م، اكتشافا يعد من أهم اكتشافات آثار الملك خوفو، وهو الكشف عن حفرتين لمراكب الملك، والتي سميت بمراكب الشمس، وعثر عليها في الجهة االجنوبية للهرم الأكبر. وعمل كمال الملاخ وأحمد يوسف على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأولى، والتي خرجت إلى النور بعد أن مكثت في باطن الأرض مايقرب من 5000 سنة، والتي تعرف بمركب الشمس وتعرض حاليًا في المتحف الخاص بها الذي افتتح عام 1982 م. ووكشف الدراسة والتي نال بها الباحث عيسى زيدان درجة الدكتوراة في علم الترميم عن الدراسات التي أجريت على المركب الثانية بعد اكتشافها ب 70 عامًا، حيث أوضحت الدراسة أنه منذ عام 2009 تم تجهيز موقع المركب الثانية بعمل تغطيه (هانجر) تحيط بموقع الحفرة كاملًا وبجواره أماكن لبناء معمل ترميم ومخازن، وبداخل الهانجر الكبير تم عمل تغطيه (هانجر) صغيرة على حدود الحفره فقط لتقييد الظروف البيئية للحفرة عند رفع البلاطات الحجرية التي تغطي حفرة المركب والمتحكم بداخلة بدراجات الحرارة والرطوبة للحد من الصدمة التي قد تحدث للقطع الخشبية فور رفع الأغطية الحجرية. وفي عام 2011 تم البدء في رفع الغطاء الحجري الذي يغطي حفرة المركب بعد عمل تصميم وونش مخصص لرفع الكتل الحجرية وتحريكها بجوار الموقع لتخزينها ودراستها. وتم عزل سقف حجرة الدفن بألواح خشبية معالجة كيميائيًا تم استيرادها من اليابان للحفاظ على معدل الحراره والرطوبة، ويتم وضع الألواح الخشبية فور رفع الغطاء الحجري. بعد الانتهاء من رفع الكتل الحجرية تم البدء في توثيق الحفرة المحتوية على القطع الخشبية بواسطه جهاز الليز ثلاثي الأبعاد Laser 3D Scan. كما تم تصميم رافعة (مصعد Elevator) خاص لحمل المرممين لعمل الترميمات الأولية ورفع القطع الخشبية من الحفرة، وبعد ذلك تم أخذ عينات من الأخشاب وإجراء كافة التحاليل العلمية والمعملية عليها في مصر واليابان، وذلك لتحديد مظاهر التلف ونسبة الرطوبة والأملاح وأنواع الفطريات التي توجد بالأخشاب. ونتائج تلك التحاليل سوف تضع الخطة المناسبة لبدء العمل فى ترميم ومعالجة أخشاب المركب مع الانتهاء من تجهيز معمل الترميم والمخزن الخاص بالاخشاب بالموقع لتكون جاهزة قبل البدء في أعمال الترميم. والدراسة التي قدمها الباحث عيسى زيدان لنيل درجة الدكتوراة جاءت مقسمة لفصول كل منها يعني بمرحلة من مراحل تركيب المركب وترميمها. ويتناول الفصل الأول "المراكب المصرية، من عصر ما قبل الأسرات حتى نهاية الدولة القديمة"، ملقيًا الضوء تطور المراكب من عصور ما قبل الأسرات وحتى الدولة القديمة حيث تعددت أنماط المراكب من حيث الغرض مادة الصنع ونوع المراكب من حيث مكان الإبحار، فكان هناك المراكب الكبيرة ذات الأغراض التجارية خاصة التبادل التجاري بتصدير المنتجات المصرية من بردي وذهب وفضة وغيرها وتبادله مع منتجات بلاد الجوار فى الشام وأفريقيا من الأخشاب والبخور والمواد ذات الاستخدام الدنيوي والديني التي لم تكن متوفرة في مصر بالإضافة إلى مراكب الأغراض العسكرية التي استخدمت في الحروب الخارجية لحماية وتوسيع رقعة البلاد. ومن المراكب ما صمم لأغراض دنوية أخرى مثل الصيد والتنزه الاستمتاع بالرحلات فى النهر وأما المراكب ذات الاستخدام الدينى و الطقسي فكانت واسعة الانتشار أيضا, و صممت سفن لتبحر فى النيل و البحيرات الصغيرة والنوع الاخر كبير الحجم صمم للسفر فى البحار, و من حيث مادة الصنع كانت المراكب تصنع من مادتين رئيسيتين هما البردى و الخشب بمختلف انواعه المحلية مثل السنط والجميز و الأثل و غيرها والمستوردة الضرورية لصنع المراكب الكبيرة مثل الأرز والصنوبر. فيما يتناول الفصل الثاني "الدراسات الأركيومترية (الفحوص والتحاليل المستخدمه لتقييم حالة تدهور مكونات مركب خوفو الثانية)". وشملت هذه الدراسات بعض القطع الخشبية المختارة من أخشاب مركب خوفو الثانية وكذلك بعض قطع الأربطة النسيجية (حبال الربط) وكذلك بعض القطع المعدنية المستخدمة في المركب، وكذلك بعض الملاط المستخدم حيث تم استخدام كافة الأساليب المتاحة للوقوف على حالة الراهنه من التلف وتقييمها للوصول لأنسب طرق العلاج. أمال الفصل الثالث فقد تناول "الدراسة التجريبية لتقييم تأثير بعض مواد التقوية المقترح استخدامها لتقويه أخشاب مركب خوفو الثانية " حيث ركزت الدراسة التجريبية على تقييم بعض المواد المختارة والمقترح استخدامها في تقويه أخشاب مركب خوفو الثانية، وروعي تحضير ثلاث عينات لكل مادة تقوية وذلك لإمكانية الرصد الدقيق لأي تغير بعد التقادم، ثم تليها مرحلة التطبيق على عينات أثرية وتقيمها. كما تناول الفصل الرابع "الدراسة التطبيقية لعلاج والترميم مجموعة من مكونات مركب خوفو الثانية " حيث ألقى الضوء على التجهيزات الخاصة برفع أخشاب المركب والبدء في ترميمها وكذلك التطبيق الفعلي علي بعض القطع الخشبية المختارة والتي تم ترميمها وفقا لدراسة التجريبية وكذلك ترميم بعض الأربطة النسيجية والقطع المعدنية وفي نهاية الفصل تم إلقاء الضوء على توصيات العرض والتخزين للمركب. ونال الباحث درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى عن بحثه هذا وجرت مناقشته بجامعة القاهرة يوم الخميس 25 يوليو، بلجنة مناقشة تكونت من أساتذة ترميم جامعة جنوب الوادي، برئاسة الأستاذ الدكتور بدوي محمد إسماعيل أستاذ ترميم الآثار عميد كلية الآثار جامعة الأقصر "مشرفًا"، وعضوية الأستاذ الدكتور مصطفى فتحي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والأستاذ الدكتور عبده عبد الله عمران الدربي أستاذ ورئيس قسم ترميم الآثار بكلية آثار جنوب الوادي "مشرفًا رئيسًا". وأيضًا الأستاذة الدكتورة نجلاء محمود علي، أستاذ ترميم وصيانة الآثار الخشبية كلية الأثار جامعة الفيوم، والدكتور حسن علي حسن مدرس ترميم الأثار بمعهد الدراسات العليا للبرديات والنقوش وفنون الترميم بجامعة عين شمس "مشرفًا مشاركا".