جريمة بشعة استيقظ عليها أهالي السيدة زينب يوم الأحد الماضي، حينما قام شاب من أبناء المنطقة بذبح والده نتيجة تعاطيه المخدرات التي جعلت منه شخصية وحشية تبحث عن المال بأي وسيلة ممكنة، وهو ما دفع "الفجر" للانتقال إلى محل الواقعة والوقوف على تفاصيل الحادث. الجيران يحكون القصة في شارع أرض يعقوب بأحد أحياء السيدة؛ التقينا مع أحد الجيران الذي بدأ يروي لنا ما حدث قائلًا: "الفجال عائلة معروفة ومحترمة وسمعتها حسنة وعمرنا ما سمعنا حاجة وحشة عنهم بس للأسف نجلهم محمد هو اللي بقى كده"، ليوضح أن الشاب الصغير هو أول فرد من هذه العائلة يدخل إلى السجن بسبب سرقة الهواتف بالرغم من أنها عائلة مرموقة لها سمعتها في المنطقة منذ سنوات عديدة ولديهم من المال والأملاك ما يكفيهم لاسيما وأنهم في الأصل عائلة "جزارين". واستكمل الجار حديثه، بأن هذه العائلة لديها ثلاثة أبناء؛ ولدين وفتاة، وبالرغم من سمعتهم الطيبة وسلوكهم الحسن وأخلاقهم الحميدة التي يشهد لهم أهل المنطقة بها إلا أن أخيهم محمد هو من كان سببًا للشجار باستمرار يوميًا، خاصة مع والده حينما كان يلح عليه في طلب المال لشراء الهيروين. كان الأب مسنًا ملازم للفراش وأوضح الجار بأن محمد لم يكن يراعي ظروف والده "جلال" الصحية، فكان رجلًا مسنًا دائم الملازمة لفراشه، ولكنه في الوقت نفسه يمتلك شخصية قوية حتى وصل به الأمر في أحد المرات إلى اتخاذ قرار بيع عقارهم الذي يحتوي على فرن خاص بهم إلى مستشفى 57357 مقابل 7 ملايين جنيه بعدما تعدى الشاب على شقيقه الأكبر ولكمه في وجهه بعنف. الصديق يروي الواقعة أنهينا حديثنا مع الجار ثم صعدنا إلى الطابق الثامن حيث مكان الجريمة، قمنا بطرق الباب ليتبين لنا أنه لا يوجد أحد بالداخل، وبالنزول إلى الطابق السابع التقينا عم أحمد وهو أحد جيران المجني عليه، والذي أكد أنه شاهد عربة الإسعاف تحمل المجني عليه، ليوضح أن الأب المقتول كانت تربطه به علاقة قوية منذ سنوات ويتسم بالسمعة الطيبة قائلًا: "محمد جلال ده كان شبه ممثلين السينما ده كان ابن ناس أوي، كان آخر العنقود والدلع هو اللي ضيعه، مخه راح بعد ما خرج من السجن وكان دايما بيتعاطى الهيروين ويوم الواقعة كان عاوز يمضى والده على شيك للتنازل عن املاكه". واستطرد مضيفًا أن الشاب كان يقيم مع والديه لأن بقية أشقائه متزوجون، وكان الأب مسؤولا عن الإنفاق عليه لأنه كان عاطلًا إلا أنه في الآونة الأخيرة منع عنه المال بسبب انحراف سلوكه، وتابع أنه في يوم الواقعة سمع سكان العقار صرخة عالية فأسرعوا ناحية الشقة ليجدوا الأم تصرخ والأب غارقا في دمائه ومفصول الرأس عن الجسد، بينما جرحت الأم في يديها بسببه ثم ركض هاربًا في الشارع ممسكًا بالسلاح الذي قتله به وصرخ قائلًا: "موته دبحته" ثم ركض ولم يتمكن أحد من اللحاق به. الكاميرا تقود إلى الجاني وبفضل الكاميرا التي تم تثبيتها في الشارع استطاعوا أن يعثروا على الشاب حسبما روى أحد العاملين بورشة ميكانيكي التقينا به أسفل العقار، والذي تحدث إلينا مؤكدًا أن هذا العقار "منحوس" منذ 20 عامًا، خاصة أنه عثر على قتيل بداخله من قبل. وتابع قائلًا: "محمد كان دايما شايل المطواه في جيبه دي أول مرة تحصل في المنطقة هنا حد يقتل أبوه، هو مخه ضاع خلاص هو دخل السجن مرة واحدة بس من بعدها نفسيته تعبت كان دايما بيتعاطى كل يوم وبنلاقيه جاي من عند منطقة عين الصيرة لاغيت عندنا وهو ماشي غير متزن في الشارع ويفضل قاعد على القهوه اللي، جنب الفرن بتاعهم". ظل ملقى على الأرض حتى العصر وعن الواقعة، روى أن الأب كان مقتولًا من السابعة صباحًا وظل غارقًا في دمائه داخل مسكنه حتى حلول العصر، وبعدما استفاقت الأم من الصدمة اتصلت بالشرطة للإبلاغ بالواقعة بينما هرب الشاب إلى صديق له في منطقة المرج للاختباء لديه إلا أن الحكومة قوات الشرطة تمكنت من العثور عليه. وتعود تفاصيل الواقعة عندما تلقي قسم شرطة السيدة زينب، بلاغًا يفيد مقتل مسن على يد نجله، وبالانتقال تبين أن الجثة ل"جلال. ف" 60 عامًا. وكشفت المعاينة الأولية لرجال المباحث أن المجني عليه أصيب بجرح ذبحي في الرقبة وطعنة نافذة بالبطن أودت بحياته. ودلت التحريات أن نجل المجني عليه محمد جلال وراء ارتكاب الحادث لخلافات عائلية بينهما؛ إذ رفض الضحية إعطاء نجله بعض الأموال لشراء المخدرات. وألقت مباحث السيدة زينب القبض على المتهم وأحالته للنيابة لتباشر التحقيق.