استطاعت نوبتجية الآثار وقف عملية بناء وهدم مخالفة في منطقة الجمالية الأثرية، والتي تخضع لقانون حماية الآثار، والذي له اشتراطات معينة في مثل هذه العمليات بالمناطق الأثرية المسجلة. ومن ناحيته قال محمد أبو سريع مدير عام منطقة الجمالية الأثرية، إن رجال الآثار من أمن الوزارة ومفتشيها، استطاعوا ضبط أحد المواطنين أثناء الشروع في عمليات بناء وهدم دون الرجوع للجهات المعنية سواء وزارة الآثار أو المحليات، مستغلًا في ذلك الإجازة الرسمية اليوم 30 يونيو ليقوم بالأعمال المخالفة. وأضاف أنه تم على الفور إبلاغ شرطة السياحة والآثار والتي قامت بضبط المخالف، وتحويل الأمر للنيابة العامة، وأكد أبو سريع أن رجال آثار منطقة الجمالية في يقظة دائمة لمواجهة أي مخالفة تقع على الأثر القائم، أو على الأرض المسجلة أثر. وحي الجمالية يتمتع بشهرة تاريخية وعالمية لأنه يعتبر مجمع تراث القاهرة منذ بنائها،، ففيه الأزهر، وجامع الحاكم بأمر الله، والجامع الأقمر وغيرها، وفيه أسوار القاهرة، وبواباتها، والمدارس الأيوبية والمملوكية، وخان الخليلي، والصاغةة، والنحاسين. يقال أن التسمية نسبة للأمير "جمال الدين محمود الاستادار" من عهد المماليك البرجية بعد ما بنى في الحي مدرسة سنة 1409 وكانت من أعظم مدارس القاهرة. ومساحة هذا الحي العريق تقريبًا 2.5 % من مساحة القاهرة الحالية يحده من الشرق جبل المقطم الذي كان فوقه قلعة الجبل مقر إقامة وحكم سلاطين مصر، ومن الشمال حي الحسينية والظاهر، ومن الغرب أحياء باب الشعرية والموسكى، ومن الجنوب حي الدرب الأحمر. ويضم حي الجمالية 18 شياخة أهمها شياخة الجمالية وبرقوق وقايتباي والبندقدار والمنصورية والدراسة (وبها جامع الحسين)، الأهرام والعطوف وقصر الشوق والخواص وباب الفتوح وخان الخليلي والخرنفش وبين السورين. ويحد حي الجمالية التاريخي من الشرق شارع المعز لدين الله ومنطقة بين القصرين، ومن الشمال والغرب أبواب القاهرة، والفتوح والنصر، وجزء من السور الفاطمي، ومن الجنوب شارع االأزهر. وفي العصر الفاطمي كانت هذه المنطقة خمس القاهرة تقريبا وكانت فيها قصور الخلافة الفاطمية وملحقاتها وبعد نهاية الدولة الفاطمية سنة 1171 على يد صلاح الدين الايوبي تدهور حال القصر الفاطمي وأصبح يسكن في أجزاء منه عامة الناس وأسس الأمير جهاركس الخليلي، وكان أمير من أحد أمراء الدولة المملوكية في عهد السلطان الظاهر برقوق، خان الخليلي سنة 1382 على أنقاض ترب الخلفاء الفاطميين في مصر والتي عرفت باسم "تربة الزعفران"، وكانت على الجزء الجنوبي من قصر الخلافة الفاطمي. وفي سنة 1409، حل الأمير جمال الدين يوسف الاستادار الوقفيات في منطقة رحبة باب العيد وبنى مدرسة، ومن بعده سكنت عامة الشعب في المنطقة فظهرت فيه الزقايق التي تشعبت مع مرور الأيام وظهر حي الجمالية.