روى الصحفي الليبي عاطف الأطرش ما عاناه من تعذيب في سجون نظام العقيد معمر القذافي, وذلك بعد سقوط نظامه على أيدي الثوار الذين تمكنوا من السيطرة على معظم أجزاء البلاد. ويوضح الأطرش كيف أن كتائب القذافي اعتقلته من مدينة بنغازي شرق البلاد، في الأيام الأولى لثورة 17 فبراير/ شباط، وأذاقته وكثيرا من المعتقلين صنوفا من العذاب في سجني بوسليم وزوارة. وقال: شيء رهيب عشناه، ما شهدناه في سجون القذافي يجعلني أتيقن شخصيا أن جوانتانامو وأبو غريب مجرد نزهة لكل من رمى به الحظ إلى هناك. ويضيف: جميع أنواع التعذيب تم تجريبها علينا، وهذه أول مرة في حياتي أشعر أنني فأر تجارب، فالتعذيب لا يتوقف على مدار ال24 ساعة، خاصة التعذيب النفسي، هم يختبرونك من أي تعذيب تتألم أكثر فيضيفون لك منه جرعات زائدة, وفقا للجزيرة نت. وزاد الاطرش: التعذيب الجسدي تعودت عليه، صرت أتألم منه كثيرا، لكني أنسى الألم، فبعد عدة ضربات أفقد الإحساس، لكن الذي أتألم منه بشدة ولا أحتمله هو التعذيب النفسي. وتابع: "كنت دائما أتمنى أن أضرب بشدة حتى أعرف أن مدينتي لم تحتل من جديد بعد، وكذلك كان بقية السجناء الثوار من المدن الأخرى، عرفنا خارطة الوطن ومسار الثورة من خلال التعذيب". وقال: في أول تحقيق معي ملؤوا لي بيانات من ضمن أسئلتها اسم الزوجة والقبيلة والوضع الاقتصادي، وكان المحقق يصرخ في وجهي "ما اسم الزوجة من جديد؟"، ويتغير وجهي وتفور الدماء في عروقي، فعرفوا نقطة ضعفي وتعلقي بالعائلة. وأوضح أن "عسكري منهم بتفتيشي، واستحوذ على كل ما لدي، أراد أن يسلبني خاتم الزواج فاستهجنت ذلك وقلت إن عليه اسم زوجتي، فصفعني بقوة وسلبني معطفي وتركني في برد شديد، وبعد ذلك صرت أخبئ الخاتم في جيبي كلما سمعت صوتا يقترب من الزنزانة وبعد أن يذهب الصوت أضعه في إصبعي". وأضاف: بعد شهرين من العزلة التامة في سجن بوسليم حقق معي من جديد مدير الأمن الداخلي في طرابلس عبد الحميد السايح، وشبه لي قناة الجزيرة -التي اتصلت بها لنقل وقائع المظاهرات- بقناة اليهود، بعدها أحضروا لي تسجيلات لكل مكالماتي للجزيرة وواجهوني بها وأخذوا يذيعونها علي. واستطرد: وكنت قد أجريت إحدى هذه المكالمات من البيت وكان ابني يزن يغني ويمرح، وعندما سمعت صوته بكيت بدموع غزيرة، وعندما رأوا تأثري بصوت يزن صاروا يتلذذون بسادية ويكررون هذا المقطع ويرفعون الصوت إلى أعلى مدى، فأذرف من جديد وأتألم كثيرا. القذافي يغتصب حارساته:
وأكدت خمس نساء كن ضمن وحدة منتقاة من الحرس النسائي للعقيد الليبي معمر القذافي أنهن تعرضن للاغتصاب والاعتداء عليهن من قبل الديكتاتور المطارد حاليًا. وذكرت صحيفة "صنداي تايمز أوف مالطا" اليوم الأحد أن النساء اعترفن للطبيبة النفسية الليبية سهام سيرجيوا - في بنغازي - بأنهن تعرضن للاعتداء الجنسي من قبل القذافي وأبنائه قبل أن ينبذن بعدما "سئم" هؤلاء الرجال منهن. وتمثل تلك الاتهامات جزءًا من ملف تقوم بإعداده "سيرجيوا" لتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية والمحاكمة المحتملة التي قد يواجهها القذافي وأفراد دائرته المقربة في ليبيا حال القبض عليهم أحياءً. وروت إحدى النساء ل"سيرجيوا" كيف تعرضت للابتزاز حتى تلتحق بوحدة الحراسة الخاصة، التي كان يعتقد ذات يوم أنها تضم ما نحو 400 امرأة، وذلك بعدما لفق النظام ما يفيد بأن شقيقها كان يحمل مخدرات بينما كان عائدًا إلى ليبيا بعد قضاء عطلة في جزيرة مالطا. وقالت "سيرجيوا": إنهم قالوا لها: إما أن تلتحقي بوحدة الحراسة الخاصة أو يقضي شقيقك باقي حياته في السجن". وأضافت في معرض سرد قصة الابتزاز التي تعرضت لها الحارسة السابقة: "لقد فصلت من الجامعة وطلب مني السعي لوساطة القذافي حتى أعود إليها، وأخبرت أنه ينبغي أن أخضع لفحص طبي شمل اختبارًا يتعلق بفيروس (إتش.آي) في أجرته لي ممرضة من أوروبا الشرقية". وأوضحت أنه في النهاية أخذت لتلتقي القذافي في مقره في باب العزيزية في طرابلس، ثم نقلت إلى مقر إقامته الخاص فوجدته ب"البيجامة". وقالت سيرجيوا: "لم تفهم المرأة ما يجري لأنها كانت تعتبره بمثابة أب وزعيم الدولة، وعندما رفضت محاولاته قام باغتصابها". وذكرت الطبيبة النفسية أن هناك نمطًا اتبع في هذه الروايات، حيث تعرضت كل من هؤلاء النساء للاغتصاب من قبل القذافي أولاً ثم جرى تمريرها لأحد أبنائه وأخيرًا لكبار مسئوليه لتتعرض لمزيد من الاعتداءات قبل أن يسمح لها بالمغادرة في نهاية المطاف. وروت النساء ما حدث لهن بعدما بدأت "سيرجيوا" التحقيق في ادعاءات تتعلق بحالات اغتصاب ممنهجة ارتكبت من قبل قوات موالية للقذافي خلال الاضطرابات التي تشهدها البلاد.