قال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية دان كوتس، اليوم الثلاثاء، إن تنظيم داعش لا يزال لديه آلاف المقاتلين ما يجعله قادراً على تشكيل تهديد قوي في منطقة الشرق الأوسط وغيرها. وقال كوتس في تقرير جديد للكونجرس حول التهديدات الرئيسية التي تواجهها الولاياتالمتحدة، إن "الإرهابيين الذي استولوا في السابق على مناطق واسعة من سورياوالعراق وتراجعوا حالياً في جيب صغير، سيستغلون فرصة تراجع الضغوط ضد الإرهاب للعودة". والشهر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيأمر بسحب جميع القوات الأمريكية وقوامها 2000 جندي من سوريا. ومنذ ذلك الوقت صدرت العديد من التصريحات المتناقضة من مسؤولين أمريكيين بشأن النوايا الأمريكية، إلا أن البنتاغون أعلن أنه بدأ بسحب القوات رغم أنه لم يحدد مدة سحبها. وأضاف كوتس، "لا يزال لدى داعش آلاف المقاتلين في العراقوسوريا، كما أن له 8 فروع وأكثر من 12 شبكة والآف المناصرين المنتشرين حول العالم رغم خسائره الجسيمة في القيادات والأراضي". وأكد ان التنظيم "سيستغل تقلص الضغوط ضد الإرهاب لتعزيز تواجده السري وتسريع إعادة بناء قدراته مثل الإنتاج الإعلامي والعمليات الخارجية". وأضاف، "من المرجح جداً أن يواصل داعش السعي لشن هجمات خارجية من العراقوسوريا ضد أعدائه في المنطقة والغرب بمن فيهم الولاياتالمتحدة". وكانت التنظيم المتطرف أعلن "دولة الخلافة" في 2014 والتي بلغت ذروة مساحتها مساحة بريطانيا. ولكن بدعم من التحالف العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة، أصبحت قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد في المراحل النهائية من هجوم شنته قبل أكثر من 4 أشهر ضد آخر معاقل الإرهابيين وهو جيب في شرق سوريا تبلغ مساحته 4 كيلومترات. وقال تقرير كوتس، إن تنظيم داعش يركز على استغلال التوترات المذهبية في العراقوسوريا، مضيفاً أن التنظيم "ربما يدرك أن السيطرة على أراض جديدة غير قابلة للاستدامة في المستقبل القريب". وتابع، "تقييماتنا تشير إلى أن داعش سيسعى إلى استغلال تظلمات السنة وانعدام الاستقرار في المجتمع والضغوط التي تتعرض لها قوات الأمن لاستعادة أراض في العراقوسوريا على المدى الطويل". وبشأن تنظيم القاعدة، الذي كان في وقت من الأوقات تنظيماً إرهابياً مرعباً يقف وراء هجمات 11 سبتمبر، قال التقرير، إنه رغم أن قادة التنظيم يشجعون على شن هجمات ضد دول الغرب بما فيها الولاياتالمتحدة، إلا أن معظم هجمات فروع التنظيم "حتى الآن كانت صغيرة ومحدودة بمناطقها الإقليمية". وأضاف، أن فروع التنظيم في شرق وشمال أفريقيا والساحل واليمن "لا تزال أكبر المجموعات الإرهابية وأكثرها قدرة في مناطقها". وقال، إن هذه الفروع "حافظت على وتيرة عالية من العمليات خلال العام الماضي رغم النكسات في اليمن، بينما توسعت فروع أخرى في مناطق نفوذها".